قيادي حوثي ينفصل عن الجماعة وينضم إلى قوات العمالقة الجنوبية في تعز.

شهدت جماعة الحوثي في اليمن حالة من الاضطرابات الداخلية، مع تزايد الانشقاقات بين صفوفها. في التطور الأخير، انضم القيادي العسكري عبده أحمد عبده عوض، الذي كان يقود سرية في اللواء السادس، إلى قوات العمالقة الجنوبية بعد مغادرته جبهة حاضية في تعز. هذا الانشقاق يعكس الضعف المتزايد في هيكل المليشيا، حيث أكد عوض في تصريحاته عن نقص شديد في التسليح والإمدادات، بالإضافة إلى ممارسات منافية للأخلاق مثل تجنيد الأطفال والأشخاص غير المتعلمين وغسل أدمغتهم بأفكار طائفية.

انشقاقات الحوثيين تعزز الانهيار الداخلي

في السياق نفسه، رحب قائد قوات العمالقة الجنوبية، عبدالرحمن المحرمي أبو زرعة، بهذا التحول، معتبراً إياه خطوة شجاعة تنبعث من روح وطنية. دعا المحرمي باقي أفراد المليشيا إلى اتباع هذا المثال والابتعاد عن مشروع الحوثي، مؤكداً أن فرصة العودة إلى الجانب الوطني لا تزال متاحة. يأتي هذا الانشقاق بعد أقل من أسبوع من انضمام العميد صلاح الصلاحي، قائد لواء آخر، إلى وزارة الدفاع اليمنية، مما يشير إلى تصدع عميق داخل التنظيم. هذه التطورات تكشف عن أزمة شاملة تواجه الحوثيين، حيث يعانون من نقص الموارد العسكرية وفقدان الثقة بين أفرادهم، مما يدفع المزيد نحو التمرد.

تقسيمات واسعة في صفوف الجماعة المسلحة

بالإضافة إلى هذه الانشقاقات، يواجه الحزب السياسي المنخرط مع الحوثيين، مثل حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، ضغوطاً شديدة. تم تجميد أنشطة الجناح المحلي للحزب بسبب الانتهاكات المتكررة من قبل المليشيا، بما في ذلك اختطاف قيادات بارزة واعتقالات واسعة، مما أدى إلى وضع بعضهم تحت الإقامة الجبرية. هذه الإجراءات تثير مخاوف من ردود فعل عنيفة، وتشير مصادر داخل الحزب إلى أنها قد تكون السبب في مزيد من الانشقاقات بين القيادات المرتبطة به. على المدى القريب، من المتوقع أن تشهد صفوف الحوثيين مزيداً من التمردات، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، حيث يبرز ذلك كدليل على فشل التنظيم في الحفاظ على تماسكه.

في الوقت نفسه، يعكس هذا الوضع المتردي تأثيره على الوضع اليمني بشكل عام، حيث يفتح الباب أمام إعادة ترتيب القوى والبحث عن حلول سلامية. الاستمرار في مثل هذه السياسات الطائفية والإكراهية يفاقم من حالة الفراغ الأمني، ويشجع على انتشار النزاعات الداخلية. مع ذلك، فإن هذه الانشقاقات تمثل أملاً للعديد من اليمنيين في استعادة الاستقرار، حيث يرى الكثيرون فيها خطوة نحو استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الصراعات المستمرة. يظل السؤال الأكبر هل سينجح هذا الانهيار الداخلي في دفع الحوثيين نحو التفاوض، أم أنه سيؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع؟ في المحصلة، تبقى هذه التغييرات علامة على تحولات جذرية قد تشكل مستقبل اليمن في الفترة القادمة.