أعلن الجيش السوداني عن قدرته على صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال ساعات الفجر الأولى. الهجوم جاء مدعوماً بعمليات قصف مكثفة من خمسة محاور مختلفة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة شملت استخدام المدفعية الثقيلة والمسيرات. شهدت المدينة تردداً في المواجهات، حيث تمكن الجيش من تدمير العديد من المركبات القتالية التابعة للمهاجمين، مما ألحق بهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. ومع تصاعد القتال في المناطق الشمالية والغربية والجنوبية، يظل الوضع متوتراً، حيث تشهد الفاشر حصاراً طويلاً يؤثر على حياة المواطنين.
تصدي الجيش السوداني لهجوم الفاشر
في بيان صادر عن الفرقة السادسة للجيش السوداني، تم التأكيد على نجاحهم في مواجهة الهجوم الأولي الذي انطلق فجر السبت، حيث تم إحباط محاولات التقدم من خلال عمليات دفاعية فعالة. أدى ذلك إلى تدمير عشرات المركبات العسكرية وإجبار القوات المهاجمة على الانسحاب بعد معارك عنيفة. لاحقاً، حاولت قوات الدعم السريع إطلاق هجوم ثانٍ من المحور الغربي في منتصف النهار، إلا أن الجيش تصدى له بفعالية، مما ألحق خسائر إضافية وأجبر المهاجمين على الفرار. شهود عيان وصفوا المواجهات بأنها من أعنف ما شهدته المنطقة مؤخراً، مع تركيز الاشتباكات في الأحياء الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية، حيث استخدمت أسلحة ثقيلة جعلت الوضع أكثر خطورة.
مواجهات دارفور وأثرها الإنساني
تُعد مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، مما يمنحها أهمية استراتيجية كبيرة وسط النزاعات الدائرة. المدينة، التي يقيم فيها أكثر من 250 ألف مدني بما في ذلك نصف عدد الأطفال، تعاني من حصار خانق فرضته القوات المتنازعة منذ أكثر من 16 شهراً، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. انهيار المرافق الصحية ونقص الغذاء والأدوية أدى إلى انتشار الجوع والأمراض، حيث أصبح الوضع يهدد حياة آلاف الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد. النزاعات المستمرة ليس لها آثار عسكرية فقط، بل تعزز من الوضع الإنساني المتردي، حيث يعاني السكان من نقص الإمدادات الأساسية مثل الطعام والماء النظيف. التقارير تشير إلى أن المدينة تواجه خطر المجاعة، مما يتطلب تدخلات عاجلة لوقف التصعيد وتقديم الدعم للسكان. في ظل هذه الظروف، يبرز الدور الحيوي للجهود الدولية في الحد من الصراعات وتحسين الوضع الإنساني، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات. استمرار القتال يعرض مئات الآلاف للمخاطر، ويزيد من الضغط على البنية التحتية المتهالكة، مما يجعل من الفاشر رمزاً للأزمات المتعددة في الإقليم.

تعليقات