شرطة أبوظبي تعزز دور الأسرة في وقاية الأبناء من المخدرات
مقدمة
في عصرنا الحالي، يُعد تعاطي المخدرات من أكبر التحديات التي تهدد مستقبل الشباب والمجتمع بأكمله. في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة في أبوظبي، تعمل السلطات المعنية بجهد مضاعف لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. وفي هذا السياق، أطلقت شرطة أبوظبي حملة شاملة تهدف إلى تعزيز دور الأسرة في وقاية الأبناء من مخاطر المخدرات. هذه الحملة تُمثل خطوةً استباقيةً لتعزيز الوعي وتعزيز الروابط الأسرية، مما يجعل الأسرة جزءًا أساسيًا من الجهود الوقائية.
خلفية التحدي
يُعتبر تعاطي المخدرات مشكلة عالمية، حيث يؤثر على ملايين الشباب سنويًا، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية. في الإمارات، أشارت إحصائيات من وزارة الصحة والوقاية إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب تزيد عن المتوسط العالمي في بعض الفئات، خاصة بين من يتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا. هذا الواقع دفع شرطة أبوظبي إلى تبني استراتيجية متكاملة تركز على الوقاية بدلاً من العلاج فقط. وفقًا لمسؤولي الشرطة، فإن الأسرة تمثل الخط الدفاعي الأول ضد هذه الظاهرة، حيث يمكن للوالدين اكتشاف التغييرات السلوكية لدى أبنائهم مبكرًا واتخاذ الإجراءات المناسبة.
جهود شرطة أبوظبي في تعزيز دور الأسرة
أعلنت شرطة أبوظبي مؤخرًا عن برنامجًا تدريبيًا يهدف إلى تعزيز مهارات الأسر في الوقاية من المخدرات. يشمل هذا البرنامج سلسلة من الورش العملية والحملات التوعوية التي تستهدف الآباء والأمهات. على سبيل المثال، أطلقت الشرطة حملة “أسرة آمنة”، والتي تقدم دورات تدريبية مجانية عبر مراكزها الاجتماعية ومنصاتها الإلكترونية. هذه الدورات تركز على:
-
تعزيز التواصل الأسري: يتم تدريب الوالدين على كيفية إقامة حوار مفتوح مع أبنائهم، لتشجيع الثقة وكشف أي مخاوف مبكرًا. وفقًا للدكتور أحمد الرئيسي، مسؤول في شرطة أبوظبي، “التواصل هو السلاح الأقوى ضد الإغراءات الخارجية”.
-
تعلم علامات التحذير: يتضمن البرنامج تعليم العائلات كيفية التعرف على علامات التعاطي، مثل التغيرات في السلوك، النتائج الدراسية، أو العزلة الاجتماعية. هذا يساعد في اكتشاف المشكلة قبل أن تصبح خطيرة.
-
التعاون مع المدارس والمؤسسات: تعمل شرطة أبوظبي مع وزارة التربية والتعليم لدمج برامج وقائية في المناهج الدراسية، حيث يتم عقد ورش عمل مشتركة بين الآباء والمعلمين لمناقشة مخاطر المخدرات.
كما أن الحملة تشمل استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم نصائح يومية للأسر وأدوات للإبلاغ عن الحالات المشبوهة بشكل سري. هذه الجهود ليست جديدة على الشرطة، فقد سبق لها تنظيم حملات مشابهة مثل “حماية الشباب” في السنوات الماضية، التي نجحت في خفض نسبة التعاطي بنسبة 20% وفقًا للإحصائيات الرسمية.
كيفية مشاركة الأسرة في الوقاية
تؤكد شرطة أبوظبي أن دور الأسرة لا يقتصر على الردع فقط، بل يمتد إلى بناء بيئة أسرية صحية. إليك بعض النصائح التي قدمتها الحملة:
-
التربية القائمة على القيم: يجب على الوالدين تعزيز القيم الأخلاقية والدينية لدى أبنائهم، مما يجعلهم أقل عرضة للتأثر بالمؤثرات السلبية.
-
النشاطات الأسرية: تشجيع الأنشطة الجماعية مثل الرحلات العائلية أو الرياضة، لتعزيز الارتباط العاطفي وتقليل الفرصة للانخراط في سلوكيات خطرة.
-
الدعم النفسي: في حالة الاشتباه في مشكلة، ينصح باستشارة المتخصصين، حيث تقدم شرطة أبوظبي خطوط دعم نفسية مجانية.
النتائج المتوقعة ودعوة للعمل
من خلال هذه الجهود، تهدف شرطة أبوظبي إلى بناء مجتمع أكثر وعيًا وأمانًا، حيث يلعب كل فرد دوره. في تقرير حديث، أكدت الشرطة أن مثل هذه الحملات قد أدت إلى زيادة الإبلاغ عن الحالات بنسبة 30%، مما يعزز من فعالية السياسات الوقائية. ومع ذلك، فإن النجاح يتطلب مشاركة جماعية، لذا ندعو جميع أفراد الأسر في أبوظبي إلى الانضمام إلى هذه الحملات من خلال زيارة موقع الشرطة الرسمي أو المشاركة في الورش القادمة.
في الختام، تُظهر حملة شرطة أبوظبي أن الحل الحقيقي لمكافحة المخدرات يكمن في تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية. إن الأسرة ليست مجرد وحدة أساسية، بل هي درع وقائي يحمي أبناءنا من مخاطر العصر. دعونا نعمل معًا لبناء جيل أكثر صحة وأمانًا.
المصادر:
- موقع شرطة أبوظبي الرسمي.
- تقارير وزارة الصحة والوقاية في الإمارات.
- منظمة الصحة العالمية.

تعليقات