في حياة الأطفال، يجب أن تكون الأمان والحماية من أهلهم أمرًا أساسيًا، لكن في بعض القصص المأساوية، يتحول المنزل إلى مصدر للألم والإيذاء. إحدى هذه القصص تثير الغضب والحزن، حيث تروي والدة طفلة صغيرة تفاصيل كيف أصبحت ابنتها ضحية لسلسلة من الإساءات الجسدية على يد من من was supposed to protect her the most. الطفلة، التي لم تتجاوز الحادية عشر من العمر، كانت تدرس في الصف السادس الابتدائي، وتكافح مع شعور بالحرمان اليومي، قبل أن تؤدي خطأ بسيط إلى كارثة لا تُطاق.
تعذيب الطفلة على يد والدها: رواية الأم
فقد روت الأم، واسمها شربات وهي في الثلاثين من العمر، كيف اكتشفت ابنتها، المسماة نورهان، مبلغًا ماليًا يبلغ 1200 جنيه محتجزًا في أحد الأدراج في المنزل. بسبب شعورها بالحاجة الشديدة، قررت الطفلة الصغيرة استخدام هذا المال لشراء بعض الحلويات التي طالما حلمت بها، بالإضافة إلى بعض المستلزمات المدرسية لنفسها ولشقيقتها الكبرى. ومع ذلك، عندما علم والدها بهذا الأمر، انفجر غضبًا وانقلب على ابنته بأفعال وحشية، حيث ربطها بشدة، وأجبرها على الوقوف عاجزة أمامه، ثم ضربه بالعنف الشديد، صب عليها ماءً مغليًا، وطفأ سجائر التبغ مباشرة في جسدها البريء. نتيجة لهذه الإساءات، أصيبت الطفلة بعدة إصابات خطيرة، بما في ذلك حروق وكدمات وكسور، مما أدى إلى تواجدها تحت الرعاية الطبية في مستشفى كفر الشيخ العام.
أكدت الأم أن ابنتها قد روت للجهات المختصة تفاصيل الحادث، موضحة كيف قام والدها بتقييدها وتعذيبها بأدوات مختلفة، مثل سكب المياه الساخنة على يديها وضربها بأشياء حادة. رغم محاولات بعض الأطراف للوساطة والصلح بينها وبين زوجها، رفضت الأم هذا الفكرة بشكل قاطع، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حقوق ابنتها، التي تعرضت لأذى جسيم سيعرض آثارًا نفسيّة وجسدية على مدى الحياة. كما أشارت إلى أن زوجها، الذي يعمل كنجار مسلح، كان يمارس العنف بشكل متكرر تجاهها وعائلتها، مما جعلها تفكر في الانفصال عنه عدة مرات في الماضي. الآن، مع خروجها من هذه التجربة، تواجه الأم تحديات إضافية، حيث أنها لا تمتلك منزلًا آمنًا للعودة إليه، وترفض الفكرة بشدة للعودة إلى المنزل نفسه خوفًا من تكرار الإساءة.
الإساءة الأسرية وتأثيراتها على الأطفال
في السياق الأوسع، يعكس هذا الحادث حجم المشكلة الاجتماعية المتعلقة بالعنف الأسري، الذي يؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في بيئات تعاني من الفقر والحرمان. الأم تؤكد أنها تسعى للحصول على العدالة لابنتها نورهان، وتطالب بضم ابنتها الكبرى إليها، خوفًا من أن يتعرض لمثل هذا الضرر إذا بقيت تحت وصاية الوالد. منذ دخول نورهان المستشفى، تتابع الأم تطور حالتها الصحية، حيث أكدت التقارير الطبية وجود سحجات وحروق من الدرجة الأولى في أنحاء مختلفة من جسدها، مع الحاجة إلى رعاية مكثفة تحت الملاحظة الطبية. هذه الحالات تبرز ضرورة التدخل الفوري للجهات المسؤولة للوقاية من مثل هذه الانتهاكات، حيث يجب أن يشمل ذلك برامج دعم للأسر والتعليم حول كيفية التعامل مع الخلافات دون اللجوء إلى العنف.
الجهات الرسمية ساهمت في التحقيق، حيث قام ضباط الشرطة بزيارة المستشفى لجمع المعلومات من الأم، والتي أدلت بشهادتها ضد زوجها، متهمة إياه بالتعدي المتعمد على ابنتهما. التحريات أكدت صحة روايتها، مما أدى إلى القبض على الوالد والاحتفاظ به رهن التحقيقات لمدة أربعة أيام. هذا الإجراء يمثل خطوة نحو إحقاق العدالة، لكن يبقى السؤال: كيف يمكن للمجتمع ككل منع تكرار مثل هذه القصص؟ الأمر يتطلب جهودًا مشتركة من الأسر والمؤسسات التعليمية والصحية لتعزيز الوعي بأهمية حقوق الطفل وحمايته من أي شكل من أشكال الإساءة. في نهاية المطاف، تؤكد هذه الحادثة أن الطفولة الآمنة ليست مطلبًا فاخرًا، بل حق أساسي يجب الحفاظ عليه، مع التركيز على دعم الضحايا ومحاسبة الجناة لضمان مستقبل أفضل.

تعليقات