وزير الدفاع الباكستاني يصدر تحذيرًا من اندلاع حرب مفتوحة مع أفغانستان.

حذر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف من مخاطر تصاعد التوترات مع أفغانستان، مشددًا على أهمية التوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار الدبلوماسي. في تصريحاته، أكد أن الاجتماعات الجارية بين الجانبين في إسطنبول قد تكون فرصة حاسمة لتجنب أي اشتباكات واسعة النطاق، معتبرًا أن الخلافات الحدودية والأمنية تحتاج إلى حل سريع للحفاظ على السلام الإقليمي.

حرب شاملة: تحذير من كارثة محتملة

أكد الوزير في حديثه مع الصحفيين أنه عقد لقاءات مع مسؤولين أفغان، وأن النتائج المتوقعة ستكشف قريبًا. ومع إصرار باكستان على حل الخلافات من خلال الحوار، فقد حذر صراحة من أن فشل هذه المفاوضات قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها. هذا التحذير يأتي في خضم جولات محادثات جديدة بين باكستان وأفغانستان، التي استؤنفت بعد جولة أولى في قطر بوساطة دولية، وذلك على خلفية اشتباكات حدودية أدت إلى سقوط عشرات الضحايا، مما أثار مخاوف من تفاقم الأزمة.

وفي السياق نفسه، تحدث الوزير عن الجهود الباكستانية لتعزيز الأمن الداخلي، موضحًا أن قوات البلاد تعمل بشكل مكثف لمكافحة الإرهاب على طول الحدود الغربية. كما أشار إلى أهمية الحوار في منع اندلاع أي صراعات أكبر، معتبرًا أن الاستقرار الإقليمي يتطلب تعاونًا دوليًا أكبر لمعالجة جذور التوترات. من ناحية أخرى، اتهم الوزير الهند بالتورط في دعم “حرب بالوكالة” من خلال أراضي أفغانستان، معتبرًا أن هذا التوغل يهدف إلى زعزعة استقرار باكستان. وفي هذا الصدد، أكد أن القوات الباكستانية جاهزة تمامًا لمواجهة أي تهديدات خارجية، مع التأكيد على الالتزام بسياسة الدفاع عن الوطن بكل الوسائل المتاحة.

تُعد هذه التحذيرات جزءًا من سياسة شاملة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الجيران، حيث يرى الوزير أن الحلول السلمية هي السبيل الوحيد لتجنب الكوارث. ومع تزايد الضغوط الإقليمية، يبرز دور الحوار الدولي في تهدئة التوترات، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني بين الدول المجاورة. إن سعي باكستان للحوار يعكس رغبتها في بناء شراكات إيجابية، على الرغم من التحديات الجوهرية التي تواجهها في التعامل مع الخلافات الحدودية والأمنية.

التوترات العسكرية: مخاطر التصعيد الإقليمي

مع تزايد الاشتباكات الحدودية بين باكستان وأفغانستان، يُعد التصعيد العسكري تهديدًا حقيقيًا يمكن أن يؤثر على المنطقة بأكملها. يؤكد الوزير أن بلاده لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حدودها، في حين يدعو إلى تعزيز الجهود الدولية لمنع اندلاع حرب شاملة. في الوقت نفسه، يشير إلى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكونpriority مشتركة، مع التركيز على بناء آليات للأمن المشترك. هذا النهج يعكس الرؤية الاستراتيجية لباكستان في مواجهة التحديات، حيث تطمح إلى تحقيق توازن بين الدفاع عن سيادتها والسعي للسلام الدائم.

من جانب آخر، تبرز القضايا الاقتصادية كعامل رئيسي في تهدئة التوترات، إذ يمكن للتعاون في مجالات التجارة والتنمية أن يقلل من مخاطر الصراع. يرى الوزير أن استمرار الحوار سيساهم في بناء جسور الثقة، مما يمنع تفاقم الأزمة ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإقليمي. في نهاية المطاف، يؤكد أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار الجاد والمصالح المشتركة، مع الالتزام بالقوانين الدولية لتجنب أي صدامات محتملة. هذا النهج يمثل خطوة أساسية نحو مستقبل أكثر أمانًا للشعوب في المنطقة، حيث يتطلب الأمر تضافر الجهود لمواجهة التحديات الجماعية.