محمد الخوتاني يحذر بأن هذا الجيل هو الآخر الذي يعتمد بشكل كامل على القوى العاملة البشرية.

يتطلع محمد الخوتاني، نائب الرئيس الأول لشركة سيلزفورس في الشرق الأوسط، إلى عصر جديد يتميز بخدمة عملاء أكثر ذكاءً وسلاسة وأتمتة، حيث يرى في التقنيات الحديثة فرصة لتحويل الطريقة التي تتفاعل فيها الشركات مع عملائها. في عالم يتسارع فيه الابتكار، يؤكد الخوتاني على أهمية التركيز على احتياجات كل قطاع على حدة، مما يجعل عملية الخدمة شخصية وفعالة بشكل غير مسبوق.

خدمة العملاء الذكية في ظل التطورات التقنية

يقول محمد الخوتاني إن شركة سيلزفورس تسعى لأن تكون شريكًا استراتيجيًا للشركات، متجاوزة دورها التقليدي كمزود للخدمات التقنية. “نسعى لأن نكون مستشاري أعمال أكثر من كوننا مزودي خدمات تكنولوجية، لأن رحلة العميل في كل قطاع مختلفة تمامًا”، كما أعلن. هذا النهج يعني التركيز الدائم على طبيعة القطاع المستهدف، حيث يتم دمج الأتمتة في تجربة العملاء بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الفريدة. من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن تفعيل هذه الأتمتة لتوفير حلول سريعة ودقيقة، مما يقلل من التأخيرات ويحسن من رضا العملاء بشكل كبير. في سيلزفورس، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أداة رئيسية لتحسين التواصل، سواء كان ذلك من خلال الدردشات الآلية أو التنبؤ باحتياجات العملاء قبل أن يعبرون عنها.

تحسين تجربة العملاء عبر الابتكار الذكي

يستمر الخوتاني في شرح رؤيته قائلاً: “أشعر الآن أننا نعيش في المستقبل، كلما تواصلت مع أي خدمة عملاء آلية في الشرق الأوسط. ونرغب بأن نكون الممكن لهذا الأمر في كل اقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط”. هذا الإحساس بالمستقبل يدفع الشركة نحو تعزيز دورها في تمكين الشركات المحلية من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يساعد في إنشاء تجارب عملاء سلسة وشخصية. على سبيل المثال، في قطاع التجزئة، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل سلوكيات الشراء لتقديم توصيات مخصصة، بينما في القطاع المالي، يساعد في اكتشاف المعاملات المشبوهة بشكل أسرع. هذا النهج ليس فقط عن التكنولوجيا، بل عن بناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الشركات.

في الواقع، يركز الخوتاني على أهمية دمج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وأخلاقي، لضمان أن الخدمات تلبي احتياجات المستخدمين دون إخلال بالخصوصية. هذا يتطلب من الشركات مثل سيلزفورس العمل على تطوير أدوات تعلم آلي متقدمة، قادرة على تكييف نفسها مع السياق الثقافي والاقتصادي في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يرى الخوتاني أن التحول الرقمي في المنطقة يفتح أبوابًا واسعة للابتكار، حيث يمكن للشركات الاستفادة من بيانات كبيرة لتحسين عملياتها. على سبيل المثال، في مجال الرعاية الصحية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل السجلات الطبية لتقديم تشخيصات أسرع، مما يحسن من جودة الخدمة ويوفر الوقت للموظفين.

مع ذلك، يؤكد الخوتاني على أن النجاح في هذا المجال يعتمد على التعاون بين الشركات والعملاء. “لذلك نركز دومًا على طبيعة القطاع في جوهر عملنا، وكيف يمكننا توفير الأتمتة المتعلقة بتجربة العميل”، كما يقول. هذا التركيز يجعل من سيلزفورس رائدة في تقديم حلول مخصصة، حيث تتكيف التقنيات مع الاحتياجات المحلية. في النهاية، هدف الشركة هو خلق بيئة تجعل من الخدمة الذكية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، مما يدفع الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط نحو المستقبل. من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للشركات تحقيق نمو أكبر وتحسين رضا العملاء بشكل مستدام.