بينما يشهد عالم الطيران تطورات سريعة في استخدام التكنولوجيا، أصبحت بطاريات الليثيوم جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، مما يتطلب منا التركيز على كيفية التعامل معها بأمان أثناء السفر. هذه البطاريات، التي توجد في أجهزة مثل الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، تمثل مصدرًا للطاقة الفعالة، لكنها قد تكون مصدرًا للخطر إذا لم تُدار بشكل صحيح.
بطاريات الليثيوم في حملة السلامة العالمية
في خطوة هامة لتعزيز سلامة المسافرين، أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) حملة توعوية عالمية بعنوان “السفر الذكي ببطاريات الليثيوم”. تهدف هذه الحملة إلى تعليم المسافرين كيفية نقل الأجهزة الإلكترونية المزودة بهذه البطاريات، مثل الهواتف المحمولة، الحواسيب الشخصية، والشواحن المتنقلة، بطريقة آمنة. يركز الاتحاد على أهمية اتباع إرشادات محددة لتجنب الحوادث، مثل تجنب وضع البطاريات في الحقائب المسجلة إذا كانت تالفة أو مشحونة بشكل غير صحيح. وفقًا لتقارير الخبراء، فإن بطاريات الليثيوم يمكن أن تتسبب في حرائق أو انفجارات إذا تعرضت للضغط أو درجات حرارة عالية، مما يجعل حملة إياتا ضرورية لتقليل هذه المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الحملة نشر معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورش عمل في المطارات، وشراكات مع شركات الطيران لتوعية الركاب. هذه الجهود تأتي في سياق تزايد استخدام الأجهزة الإلكترونية، حيث أصبحت ضرورية للعديد من المهام اليومية، مثل العمل عن بعد أو الترفيه أثناء الرحلات.
خلايا الشحن وتحديات التنظيم
مع زيادة الوعي بمخاطر خلايا الشحن، يتوقع خبراء الطيران فرض ضوابط أكثر صرامة في الفترة المقبلة، وقد يصل الأمر إلى حظر جزئي لبعض أنواع بطاريات الليثيوم داخل الطائرات. هذه الخلايا، التي تعتمد على تقنية الليثيوم لتخزين الطاقة بكفاءة عالية، تواجه تحديات في التنظيم بسبب اختلاف جودتها وتصنيعها. على سبيل المثال، البطاريات غير المعتمدة أو المستعملة قد تكون أكثر عرضة للتعطل، مما يدفع السلطات الجوية، مثل منظمة الطيران المدني الدولي، إلى دراسة تعديلات على القوانين الحالية. هذا التغيير المتوقع يهدف إلى حماية الركاب والطاقم، خاصة مع ارتفاع عدد الرحلات الجوية العالمية بعد جائحة كورونا. كما أن هناك دعوات لتطوير بطاريات أكثر أمانًا، مثل تلك التي تستخدم تقنيات جديدة للحد من التسخين، مما قد يقلل من الحاجة إلى القيود الصارمة في المستقبل.
في تتمة هذا الموضوع، يجب على المسافرين اتباع بعض النصائح الأساسية للتعامل مع بطاريات الليثيوم. أولاً، تأكد دائمًا من أن البطارية غير مشحونة بشكل مفرط قبل السفر، وتجنب وضعها في الحقائب المسجلة إذا كانت قابلة للانفجار. ثانيًا، اختر أجهزة معتمدة من شركات موثوقة، حيث تقوم هذه الشركات باختبارات صارمة لضمان السلامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافرين الاستفادة من التطبيقات المتخصصة التي تقدم إرشادات فورية حول تخزين البطاريات أثناء الرحلات. على مستوى العالمي، تشمل حملة إياتا شراكات مع شركات التكنولوجيا لتطوير تدريب رقمي، مما يساعد في بناء ثقافة سلامة عالمية. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو تثقيف الجمهور حول مخاطر الاستخدام غير الآمن، خاصة في ظل انتشار الأجهزة الرخيصة ذات البطاريات المنخفضة الجودة. كما أن هناك جهودًا دولية للبحث عن بدائل أكثر أمانًا، مثل بطاريات الهيدروجين أو تلك المستندة إلى الطاقة الشمسية، التي قد تغير قواعد اللعبة في قطاع الطيران. في الختام، تظل حملة “السفر الذكي ببطاريات الليثيوم” خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر أمانًا، حيث تجمع بين الابتكار والحذر لضمان تجربة سفر آمنة وممتعة للجميع.

تعليقات