أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال زيارته لمحافظة البصرة، أن الحكومة قد ركزت جهودها على تعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي، مع التركيز على مشاريع تلبي احتياجات المواطنين بشكل أفضل. في بداية زيارته، توجه السوداني إلى مستشفى سفوان العام، الذي يتسع لـ 100 سرير، للاطلاع على تقدم الأعمال فيه بعد توقف طويل. هذا الاهتمام يعكس التزام الحكومة بتحسين الخدمات الطبية في المناطق النائية، حيث أشرف السوداني شخصياً على سير المشروع الذي وصل إلى مراحله النهائية.
اهتمام الحكومة بالبنية التحتية للقطاع الصحي
خلال جولته في أروقة مستشفى سفوان، شدد رئيس الوزراء على ضرورة إكمال المشروع بأعلى المعايير الفنية، مع إضافة مرافق جديدة مثل محطة تحلية المياه، مبنى للرنين المغناطيسي، وآخر مخصص لطب الأسنان، بالإضافة إلى مهبط للطائرات لتسهيل عمليات الطوارئ. هذه التوسعات جاءت بناءً على توجيهاته السابقة خلال زيارته في سبتمبر 2023، حيث أكد أهمية ضمان جودة المعدات الطبية لتقديم خدمات عالية الجودة. يهدف هذا التركيز إلى تخفيف عبء السكان في ناحية سفوان والمناطق المجاورة، من خلال توفير خيارات علاجية محلية بدلاً من الاعتماد على المستشفيات البعيدة، مما يقلل من التنقلات الشاقة ويحسن من جودة الحياة. وفي سياق أوسع، يمثل هذا المشروع جزءاً من استراتيجية حكومية شاملة لتعزيز القدرات الصحية، مع التركيز على السرعة في التنفيذ لمواجهة التحديات الصحية التي تواجه البلاد.
منذ تولي الحكومة مهامها، تم تخصيص موارد إضافية لمشاريع صحية متعددة في محافظة البصرة، حيث يُتوقع أن تشهد هذه المنطقة انطلاقة مشاريع كبيرة قريباً. على سبيل المثال، يقترب المستشفى الجامعي التخصصي، الذي يتسع لـ 455 سريراً، من الانتهاء تماماً، مما سيوفر خدمات طبية متكاملة للمواطنين. كذلك، يتم الإعداد لفتح مستشفى الهارثة ومستشفى الطوارئ في قضاء شط العرب، بالإضافة إلى مستشفيات أخرى متوسطة السعة في أبو الخصيب والزبير. هذه المبادرات ليست مجرد بناء للمباني، بل هي خطوات استراتيجية لتعزيز القدرة على الرد السريع أمام الطوارئ الصحية، ودعم التنمية المحلية من خلال توفير فرص عمل وتدريب للأطباء والطواقم الطبية. يؤكد السوداني أن هذه الجهود ستساهم في تحقيق الاستقلال الصحي للمناطق، مما يعزز الثقة في نظام الرعاية الصحية العام.
تطوير المشروعات الصحية
يبرز تطوير البنية التحتية الصحية كأولوية قومية، حيث يعمل رئيس الوزراء على دمج التقنيات الحديثة مع الاحتياجات المحلية لضمان استدامة الخدمات. في حالة مستشفى سفوان، تم التركيز على تفاصيل دقيقة مثل ضمان توافر المعدات المتقدمة وفق المعايير الدولية، لتحويل المستشفى إلى مركز رائد يخدم آلاف الأشخاص. هذا النهج يمتد إلى مشاريع أخرى في البصرة، حيث تُركز الحكومة على بناء فرق طبية مدربة وتحسين البنية لمواجهة التحديات المستقبلية، مثل الأمراض المزمنة أو الكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، يشمل التطوير دعم الشراكات مع الجهات الدولية للحصول على التمويل والخبرات اللازمة، مما يعزز فعالية الخدمات الصحية بشكل عام. من خلال هذه الجهود، تسعى الحكومة إلى خلق نظام صحي متكامل يغطي جميع المناطق، مع التركيز على العدالة في توزيع الخدمات لضمان عدم ترك أي منطقة خلف الآخرين. في الختام، يمثل هذا التحول في القطاع الصحي خطوة حاسمة نحو مستقبل أفضل، حيث يتم الاستثمار في صحة المواطنين كأساس للتنمية الشاملة.
تعليقات