العُلا تخطط لإطلاق 21 مشروعًا بقيمة 6 مليارات ريال لجذب الاستثمارات الخاصة

محافظة العلا تتجه نحو آفاق جديدة من خلال استراتيجياتها الطموحة لتعزيز القطاع السياحي والاستثماري. في ظل قيادة الهيئة الملكية، يتم التركيز على تطوير المشاريع التي تعزز الاقتصاد المحلي وتجذب الشركاء من القطاع الخاص، مع الحفاظ على التوازن البيئي والثقافي للمنطقة.

خطط العلا لجذب الاستثمارات

تقود الهيئة الملكية لمحافظة العلا جهودًا واسعة لتحويل المنطقة إلى وجهة عالمية، حيث أعلن المسؤولون عن خطط لإطلاق 21 مشروعًا استراتيجيًا بنهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل. تُقدر قيمة هذه المشاريع بحوالي 6 مليارات ريال سعودي، أو ما يعادل 1.6 مليار دولار، بهدف جذب استثمارات القطاع الخاص ودعم التنمية الاقتصادية. هذه المبادرة تأتي في سياق سعي العلا للتنويع المالي، حيث كانت تعتمد بشكل أساسي على التمويل من وزارة المالية السعودية، لكنها الآن تستهدف تحقيق الاستقلالية من خلال مشاركة المستثمرين الخاصين. من جانب آخر، سجلت العلا نجاحًا في جذب حوالي 300 ألف زائر خلال العام الماضي، مع توقعات بزيادة هذا العدد إلى مليون زائر بحلول عام 2030. ومع ذلك، يُؤكد على أن نحو 60% من مساحة العلا مصنفة كمنتزه وطني، مما يفرض قيودًا على التطوير للحفاظ على التراث الطبيعي.

تطوير السياحة في العلا

يستمر عمل الهيئة في دفع عجلة التنمية، حيث أصبحت فكرة الطرح العام الأولي موضوعًا تحت الدراسة، مع إمكانية حدوثه بحلول نهاية العقد الحالي. رغم أن التفاصيل لا تزال مبكرة، إلا أن هذا الخطوة تعكس الرغبة في جذب رأس المال الدولي لدعم المشاريع المستقبلية. كما أن العلا لم تشهد تأثيرات سلبية من برامج إعادة الهيكلة الوطنية، حيث حصلت على تمويل مخصص لميزانيتها للسنوات الخمس القادمة، مما يضمن استمرارية البرامج. حاليًا، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشاريع التطوير، ويجري التحضير للمرحلة الثانية التي من المتوقع إكمالها بحلول عام 2030، تليها مرحلة ثالثة ستفتح أبوابًا واسعة لفرص الاستثمار. في هذا السياق، يبرز دور السياحة كمحرك رئيسي، إذ يأتي حوالي 70% من الزوار من دول الخليج، بما في ذلك السعوديين، في حين يشكل الـ 30% المتبقي زوارًا من دول متعددة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وأوروبا والصين. هذا التنوع في الزوار يعزز من مكانة العلا كوجهة عالمية، حيث تجمع بين التراث التاريخي والمناظر الطبيعية الساحرة. بالإضافة إلى ذلك، يركز التطوير على بناء بنية تحتية مستدامة، مثل فنادق ومنشآت سياحية متكاملة، لتعزيز تجربة الزوار وضمان الاستدامة البيئية. مع تركيز العلا على الابتكار والشراكات، من المتوقع أن تشهد المنطقة نموًا كبيرًا في القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة والثقافة، مما يدعم أهداف التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. يتضح أن هذه الجهود لن تقتصر على الجذب المالي، بل ستساهم في خلق فرص عمل محلية وتعزيز التبادل الثقافي، مما يجعل العلا نموذجًا للتنمية المستدامة في المنطقة.