صحيفة المرصد: تطبيق “شقردي” للتوصيل يتوقف نهائيًا ويكشف أسباب خروجه من السوق.

أعلن تطبيق “شقردي”، الشهير في مجال التوصيل في المملكة العربية السعودية، عن إيقاف نشاطه الرسمي بشكل نهائي. هذا القرار يأتي نتيجة الضغوط المنافسية الشديدة في سوق التوصيل الإلكتروني، حيث أدت سياسات خفض الأسعار بشدة إلى تحديات مالية كبيرة أثرت على قدرة الشركة على الاستمرار. خلال سنوات عمله، ساهم التطبيق في تقديم خدمات فعالة لملايين المستخدمين، مما يبرز أهمية هذا الإعلان كحدث بارز في قطاع التكنولوجيا المحلية.

إيقاف نشاط شقردي

في بيان رسمي نشرته الشركة عبر منصة “إكس”، أكدت أن تطبيق شقردي حقق إنجازات هائلة خلال فترة عمله الست سنوات. فقد تمكن من إكمال أكثر من 7 ملايين طلب توصيل، مع تغطية أكثر من 3 ملايين عميل في 35 محافظة ومدينة عبر المملكة. هذه الإحصائيات تعكس نجاحاً كبيراً في بناء شبكة واسعة من الخدمات، بدءاً من توصيل الطعام والمنتجات اليومية، وصولاً إلى دعم الاقتصاد المحلي من خلال شراكات مع تجار وموردين. ومع ذلك، أدى التنافس الشرس بين التطبيقات المماثلة إلى زيادة الضغوط، حيث أصبح من الصعب الحفاظ على هيكل أسعار مسنود بميزانية مستدامة. كما أن التغييرات في سوق التوصيل، مثل انتشار المنصات العالمية وتفاقم تأثير التضخم، ساهمت في تعزيز هذا القرار. الآن، يواجه مستخدمو شقردي حاجة للانتقال إلى بدائل أخرى، مما يثير تساؤلات حول مستقبل قطاع التوصيل في البلاد.

تحديات خدمات التوصيل

يمثل إيقاف شقردي نموذجاً للتحديات التي تواجه خدمات التوصيل في السوق السعودي، حيث أصبحت المنافسة العنيفة أحد العوائق الرئيسية أمام النمو المستدام. كانت الشركة قد بنت سمعة طيبة من خلال تقديم خدمات موثوقة وسريعة، لكن التركيز على خفض الأسعار لجذب المزيد من العملاء أدى إلى خسائر مالية متراكمة. في الرسالة الودية التي نشرها الحساب الرسمي، عبرت الشركة عن أسفها العميق تجاه هذا القرار، مشيدة بجهود فريق العمل الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات. قالت الشركة: “يؤسفنا إعلان إيقاف نشاط تطبيق شقردي، شكراً لعملائنا، شكراً لشركائنا، شكراً لفريق شقردي العظيم، وكان لنا شرف خدمتكم مدة 6 سنوات، ولكل بداية نهاية، ستبقون في قلوبنا”. هذا الإعلان يعكس التقدير للجمهور الذي بني خلال السنوات الماضية، حيث ساهمت الشركة في تسهيل حياة المستخدمين عبر توفير خيارات توصيل مريحة ومتعددة. على الرغم من هذا الإيقاف، يظل التراث الذي تركته شقردي في تعزيز الابتكار الرقمي واضحاً، إذ شجعت على تطوير تقنيات أفضل في مجال التوصيل. الآن، مع انسحابها من الساحة، قد يفتح ذلك الباب لمنصات أخرى لتعزيز خدماتها، مع التعلم من الأخطاء السابقة مثل عدم التركيز الكافي على الاستدامة المالية. في الختام، يعد هذا الحدث تذكيراً بأهمية موازنة بين المنافسة والربحية في عالم التكنولوجيا السريع التغيير، حيث يستمر الطلب على خدمات التوصيل في النمو مع تزايد اعتماد المستهلكين على التطبيقات الرقمية في حياتهم اليومية.