صحيفة المرصد: فيديو يفجر مفاجأة.. مختص عطور يكشف أن العود دخيل على الثقافة السعودية!

قال نواف سعد العطار، في حديثه خلال بودكاست “عطر”، إن خشب العود ليس جزءًا أصيلاً من الثقافة السعودية، بل يُعتبر دخيلاً عليها. وفقاً لتصريحاته، فإن هذا الخشب لم يكن موجودًا تقليديًا في المملكة، حيث أكد أنه لم ير في حياته شجرة عود واحدة تنمو في الأراضي السعودية. يرى العطار أن ربط العود بالفخامة والترف هو أمر مستحدث، وقد حدث قبل حوالي 200 عام، دون أن يعرف السبب الدقيق وراء ذلك. هذا الارتباط جعله عنصرًا أساسيًا في عالم العطور الفاخرة، مما يثير تساؤلات حول أصول هذه الظاهرة الثقافية.

العود وثقافة السعودية

في سياق حديثه، يؤكد نواف سعد العطار على أن العود لم يكن يومًا جزءًا من التراث السعودي الأصيل، بل تم استيراده من مناطق أخرى في العالم، مثل جنوب شرق آسيا. يشير إلى أن هذا الخشب، الذي يُستخلص من شجرة محددة، أصبح رمزًا للرفاهية في السنوات الأخيرة، رغم غياب أي أساس تاريخي يدعم ذلك في المجتمع السعودي. على سبيل المثال، يقول العطار إنه يتساءل دائمًا عن الشخص الذي أدخل فكرة ارتباط العود بالفخامة، معتبرًا أن هذا الارتباط غير مبرر. وفي قوله الشهير: “أموت وأعرف مين اللي ربط العود بالفخامة، وليه صار العطر الرسمي لازم يكون فيه عود!”، يعبر عن استغرابه من تحول هذا الخشب إلى ركن أساسي في صناعة العطور. هذا الرأي يدفعنا لمراجعة كيفية تأثير العناصر الخارجية على الثقافات المحلية، حيث أصبح العود اليوم جزءًا من الرموز الاجتماعية في المملكة، رغم عدم انطلاقه منها أصلاً. في الواقع، يمكن رؤية هذا التحول كجزء من التغيرات الاجتماعية الكبرى، حيث أثرت التجارة العالمية على ما يُعتبر فاخرًا أو تقليديًا.

الأخشاب العطرية

من جانب آخر، يرتبط العود بفئة أوسع من الأخشاب العطرية التي غالبًا ما تُستخدم في تصنيع العطور الفاخرة، لكن هل هذا الارتباط يعكس حقيقة التاريخ أم هو مجرد ترويج تجاري؟ يقول العطار إن هناك حاجة لإعادة النظر في سبب اعتبار هذه الأخشاب، مثل العود، عنصرًا لا غنى عنه في العطور الرسمية. على سبيل المثال، في العديد من الدول، أصبحت العطور التي تحتوي على عود أو مواد مشابهة رمزًا للأناقة، لكن هذا لم يكن دائمًا الحال. في الماضي، كانت العطور تُصنع من مواد محلية متنوعة، مثل الأزهار والأعشاب، قبل أن يسيطر العود على السوق. هذا التحول يعكس كيف أن الاتجاهات العالمية، مثل التأثيرات الاستعمارية أو التجارة في القرن التاسع عشر، ساهمت في فرض هذه الروائح كقياس للفخامة. في السياق السعودي، يرى العطار أن هذا الارتباط غير مدروس، حيث أصبحت العطور التي تحتوي على عود ضرورية في الأحداث الرسمية أو الاجتماعية، رغم عدم وجود جذور تاريخية لهذا التراث. لذا، يدعو إلى فهم أعمق لهذه الظاهرة، حيث يمكن أن تكون هناك بدائل أخرى من الأخشاب العطرية التي تناسب الثقافة المحلية بشكل أفضل.

في الختام، يظل تساؤل نواف سعد العطار حول العود يفتح أبوابًا لنقاشات أكبر حول كيفية تشكيل الثقافة من خلال العناصر الخارجية. على سبيل المثال، في العصر الحديث، أصبحت صناعة العطور جزءًا من الاقتصاد العالمي، حيث تصل قيمة سوق العود إلى ملايين الدولارات سنويًا. هذا يعني أن الاعتماد على هذا الخشب ليس مجرد خيار ثقافي، بل يتعلق أيضًا بقضايا بيئية واقتصادية، مثل استنزاف الموارد الطبيعية في الدول المصدرة. في المملكة العربية السعودية، يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى تعزيز هوية ثقافية مستقلة، بعيدًا عن الاتجاهات العالمية. على سبيل المثال، يمكن الاستثمار في مواد عطرية محلية، مثل الزيوت الطبيعية من النباتات السعودية، لخلق عطور تمثل التراث الحقيقي. هذا النهج يساعد في الحفاظ على التنوع الثقافي ويقلل من الاعتماد على الاستيراد. في النهاية، يدفعنا كلام العطار إلى التفكير في كيف يمكن أن تتطور الثقافات مع الزمن، مع الحفاظ على جوهرها الأصلي، وهو ما يجعل هذا الموضوع محوريًا في مناقشات التراث والحداثة. بشكل عام، يظل العود رمزًا مثيرًا للجدل، يجسد كيف يمكن للعناصر الخارجية أن تغير وجه الثقافة المحلية دون أن تكون جزءًا منها فعليًا.