بالفيديو.. الشيخ الصقير يفتي: “يجوز جمع وتقصير الصلاة للمبتعث وزوجته طوال فترة الدراسة حتى العودة للوطن”

في عالم الفتاوى الإسلامية، يبرز موضوع تسهيل الصلاة للمسافرين كمسألة مهمة، خاصة لأولئك الذين يغادرون بلادهم لأغراض دراسية. يوضح الشيخ سامي الصقير أن المبتعثين للدراسة في دول أخرى يمكنهم الاستفادة من رخص السفر في جمع الصلاة وقصرها، مما يعكس روح الإسلام في تسهيل العبادات للمسلمين أثناء التنقل. هذا التوجيه يأتي كرد على استفسار شاب سعودي يدرس في مصر لمدة تسعة أشهر، حيث يسأل عن إمكانية تطبيق هذه الرخص عليه وعلى زوجته.

حكم جمع الصلاة وقصرها للمبتعثين

يؤكد الشيخ الصقير أنه إذا كان السفر لأغراض تعليمية مثل الدراسة أو حضور دورة تدريبية، فإن المسافر يحق له استخدام تلك الرخص حتى يعود إلى وطنه الأصلي، بغض النظر عن طول المدة، شرط ألا يقصد هذا المكان وطناً دائماً. هذا الحكم يعتمد على أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تتيح للمسافرين تقصير الصلاة من أربع ركعات إلى ركعتين، وجمع الصلاتين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، لتخفيف العبء عليهم. في حالة المبتعث، يُعتبر السفر غير مستقر، مما يجعل الرخص سارية المفعول طوال فترة الإقامة الدراسية. وبالنسبة للزوجة، ينطبق الحكم نفسه، حيث أنها تكون جزءاً من الرحلة العائلية، ويمكنها أيضاً الاستفادة من هذه الميسرة طالما لم يتغير طبيعة الإقامة إلى إقامة دائمة. هذا النهج يعكس المبدأ الإسلامي العام بأن الدين يأتي بالتيسير لا بالعسر، كما جاء في القرآن الكريم: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”.

في التفاصيل، يشمل تقصير الصلاة خفض عدد الركعات، بينما يتيح جمعها الجمع بين صلاتين في وقت واحد، مما يساعد في حالة الضغوط اليومية مثل جدول الدراسة المكثف في مصر أو أي دولة أخرى. على سبيل المثال، إذا كان الطالب مشغولاً بمحاضرات في الظهيرة، يمكنه جمع صلاة الظهر مع العصر في وقت واحد، مع الحرص على أداء الركعات المختصرة. هذا التسهيل ليس حكراً على الطلاب فقط، بل يمتد إلى أي شخص في سفر لسبب مشروع، مما يجعل منه حلاً عملياً للعديد من المسلمين في عصرنا الحالي الذي يشهد حركة دولية واسعة.

التيسير في الصلاة أثناء السفر

من المهم فهم أن هذا التيسير يأتي بقيود، حيث يجب على المسافر أن يتأكد من أن إقامته ليست دائمة. عندما ينتهي البرنامج الدراسي، يعود الشخص إلى واجباته العادية في بلده، وهذا يعيد الصلاة إلى أحكامها الأصلية. بالنسبة للزوجة، يشمل ذلك السماح لها بالتقصير والجمع إذا كانت تسافر مع زوجها، مع ضرورة مراعاة الظروف الخاصة بها كامرأة، مثل الحرص على الخصوصية في أداء الصلاة. هذا الحكم يساهم في تعزيز الالتزام الديني دون إرهاق، خاصة في بيئات جديدة قد تكون مليئة بالتحديات الثقافية أو الاجتماعية.

في الختام، يمثل هذا التوضيح خطوة نحو فهم أعمق لكيفية دمج الالتزامات الدينية مع حياة الدراسة في الخارج. إنه يذكرنا بأن الإسلام يقدم حلولاً مرنة للواقع اليومي، مما يساعد المسلمين على الحفاظ على صلاتهم كأساس للروحانية. سواء كان الأمر متعلقاً بالطلاب في مصر أو في أي مكان آخر، فإن هذه الرخص تبقى دليلاً على رحمة الدين تجاه أتباعه، مع الإشارة إلى أهمية استشارة العلماء لتطبيق الحكم بشكل صحيح في كل حالة. بهذا الجانب، يستمر النقاش حول الفتاوى في إثراء حياة المسلمين، مما يجعل من الإيمان مصدر قوة في مواجهة تحديات الحياة اليومية. (عدد الكلمات: 358)