يقف مقبرة توت عنخ آمون، الكنوز الفرعونية التي تعود إلى عصور المصر القديمة، أمام تحديات جسيمة تهدد وجودها. دراسة أجرتها جامعة القاهرة تكشف عن مخاطر التصدعات الهيكلية والتدهور البيئي الذي يعرض هذا الموقع التاريخي لخطر الانهيار، مما يهدد فقدان إرث حيوي للحضارة المصرية.
خطر انهيار مقبرة توت عنخ آمون
أظهرت الدراسة أن التصدعات الكبيرة في صخور المقبرة، التي يعود تاريخها إلى نحو 3300 عام، تشكل تهديداً مباشراً لاستقرارها. هذه الشقوق، التي تمتد عبر سقف المدخل وغرفة الدفن، تسمح بتسرب مياه الأمطار وترفع من مستويات الرطوبة، مما يؤدي إلى تقشير الجداريات القيمة ونمو الفطريات المدمرة. وفقاً لأحد الخبراء، فإن هذه العوامل المتراكمة تجعل المقبرة عرضة للتآكل التدريجي، خاصة في ظل تغير المناخ وارتفاع حركة السياحة في المنطقة.
التحديات البيئية للآثار الفرعونية
في وادي الملوك غرب الأقصر، يواجه الموقع تحديات جيولوجية والبيئية متعددة، حيث يزيد موقع المقبرة العميق داخل الصخور من خطر الفيضانات المفاجئة. في عام 1994، سببت أسوأ فيضان شهدته المنطقة غمر معظم المقابر، بما في ذلك مقبرة توت عنخ آمون، مما فتح شقوقاً جديدة وزاد من نمو الفطريات. الجبال المحيطة تعاني من شقوق واسعة قد تؤدي إلى انهيار كتل صخرية كبيرة، وفقاً لآراء خبراء الحفاظ على التراث المعماري. رغم التأكيد بأن الانهيار لن يحدث في المستقبل القريب، إلا أن الضرر المتراكم يهدد الاستدامة طويل الأمد، مما يدعو إلى تدخل فوري لتعزيز هيكل المقبرة وتحسين أنظمة تصريف المياه.
للحماية من هذه الخطر، يشمل اقتراحات الخبراء استخدام تقنيات حديثة للحد من نمو الفطريات، بالإضافة إلى إجراء دراسات جيولوجية شاملة لتقييم استقرار المنطقة المحيطة. هذه الإجراءات الدولية العاجلة أساسية لصيانة هذا الرمز التاريخي، حيث يمكن أن تمنع فقدان تراث عالمي يجسد حضارة الأقدمين. في الواقع، يبرز هذا الوضع أهمية دمج التقدم العلمي مع الحفاظ على الآثار، لضمان أن أجيال المستقبل تتمكن من استكشاف عظمة توت عنخ آمون دون مخاطر إضافية. الجهود المكثفة في هذا المجال ستساهم في الحفاظ على توازن بين الاستكشاف السياحي والحماية البيئية، مما يعزز من قيمة التراث الفرعوني كرمز للإرث الإنساني.

تعليقات