نقص ساعات النوم.. هل يهدد الدماغ والجسم بالأضرار الخطيرة؟

كشف تقرير حديث عن إحصائيات النوم أن نسبة كبيرة من البالغين حول العالم، وتحديداً نحو ثلثهم، يحصلون على أقل من سبع ساعات نوم يومياً. هذا النقص المزمن يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والعقلية، مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية متنوعة ويقلل من كفاءة الأداء اليومي.

تأثيرات نقص النوم

يؤدي الحرمان من النوم إلى اضطرابات واضحة في وظائف الجسم والعقل. على سبيل المثال، النوم لساعتين فقط لفترات طويلة يعيق قدرة الدماغ على العمل بكفاءة، مما يسبب ضعفاً في الذاكرة والتركيز بسبب صعوبة معالجة المعلومات. كما يحدث اختلال هرموني جلي، حيث ترتفع مستويات الكورتيزول، الهرمون المرتبط بالتوتر، وتضعف المناعة بشكل كبير. حتى ليلة واحدة من نقص النوم الشديد يمكن أن يؤثر على التنسيق والحكم العقلي، شبيهاً بتأثير الكحول الخفيف، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للأخطاء في القرارات اليومية. كما يؤدي ذلك إلى ضعف نشاط القشرة الجبهية في الدماغ، التي تتحكم في المنطق والانفعالات، بينما يتم تحفيز اللوزة الدماغية، المسؤولة عن الغضب والخوف، وبالتالي يصبح الشخص أكثر اندفاعاً وانفعالاً. على المدى القصير، تظهر آثار مثل فقدان نضارة الجلد وظهور الهالات السوداء، إلى جانب اختلال هرمونات الجوع والشبع، الذي يؤدي إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيها.

مخاطر نقص الراحة

يشكل الحرمان الطويل الأمد من النوم تهديداً خطيراً للصحة العامة، حيث يرفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والسكري، بالإضافة إلى تفاقم حالات الاكتئاب. كذلك، يساهم نقص النوم في تدهور القدرات المعرفية، مثل تراجع الذاكرة والقدرة على التعلم، وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض مثل الألزهايمر. هذه التأثيرات ليست محدودة على البالغين فقط، بل قد تؤثر على الأجيال القادمة إذا لم يتم التعامل معها. من المهم أيضاً الإشارة إلى أن هذه المشكلات تبدأ في الظهور خلال أيام قليلة، مما يؤكد ضرورة التدخل المبكر. للحد من هذه الآثار، يُنصح بتعويض النقص من خلال القيلولة القصيرة، والتعرض اليومي للضوء الطبيعي، مع زيادة عدد ساعات النوم تدريجياً لاستعادة توازن الجسم. هذه الإجراءات البسيطة يمكن أن تساعد في استعادة الطاقة وتعزيز الصحة العامة، مما يجعل الحياة اليومية أكثر إنتاجية وأماناً. بالإجمال، يظل النوم أساسياً لصحة الإنسان، ويتطلب منا جميعاً إعادة النظر في عاداتنا اليومية لضمان الحصول على الراحة الكافية.