تفشي الجدري المائي يثير المخاوف بين طلاب مدارس مصر وأسرهم.

في الآونة الأخيرة، انتشر مرض الجدري المائي بين تلاميذ المدارس في محافظتي المنوفية وأسوان بمصر، مما أثار مخاوف لدى الأهالي والسلطات الصحية. وصل عدد الإصابات في إحدى المدارس إلى 24 حالة حتى الخميس، محفزًا وزارة الصحة والتعليم على تنفيذ إجراءات وقائية عاجلة للحد من الانتشار وصيانة سلامة الطلاب.

الجدري المائي: تحديات الانتشار في المجتمعات المصرية

يُعد الجدري المائي مرضًا فيروسيًا شديد العدوى، ينتقل عبر الهواء أو الاتصال المباشر، ويؤثر بشكل أساسي على الأطففال. وفقًا للجهات الرسمية، فإن المرض غير خطير في معظم الحالات إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكرًا، إلا أن انتشارة في المناطق الريفية يرتبط بظروف معينة مثل الاكتظاظ والانخفاض المؤقت في المناعة. أوضحت وزارة الصحة أن الإصابات الحالية تتصل بانتشار المرض في تلك المناطق، حيث تم عزل المصابين وتوزيع اللقاح على الطلاب غير المُلقحين لتقليل المخاطر. هذا الانتشار ليس جديدًا، إذ شهدت محافظة أسوان حالات مشابهة في عام 2015، بلغ عددها 30 طفلاً في مدرسة واحدة، مما يشير إلى نمط موسمي يتكرر خاصة في فصل الخريف. يعزى هذا الارتفاع في الإصابات جزئيًا إلى آثار جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى انخفاض مستويات المناعة العامة لدى الأطفال، مما يجعل الفيروس أكثر انتشارًا.

الخراج الدجاجي: آليات الإنتقال والوقاية

يعرف مرض الجدري المائي أيضًا باسم الخراج الدجاجي أو Varicella، وهو من الأمراض الموسمية الشائعة في مصر، خاصة بين الأطفال غير المُلقحين. ينتقل الفيروس عبر قطرات التنفس أو الاتصال المباشر بالبثور، ويظهر عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 10 إلى 21 يومًا من الإصابة. الأعراض الشائعة تشمل الحمى، الطفح الجلدي، والإرهاق، وفي حالات نادرة، قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهابات ثانوية أو مشكلات تنفسية. للوقاية، يُشدد خبراء الصحة على أهمية التلقيح المبكر، إذ يوفر اللقاح حماية فعالة ويقلل من خطر الانتشار في البيئات المدرسية المزدحمة. كما أن الإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام، ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، وتجنب الاتصال بالأشخاص المصابين، تلعب دورًا حاسمًا في الحد من المرض. في السياق المحلي، تشمل الجهود الحكومية تعزيز البرامج التثقيفية للأهالي حول أهمية الالتقاحات الروتينية، بالإضافة إلى مراقبة المناطق الأكثر عرضة للانتشار. من المهم أن يتعامل الجميع مع هذا المرض بجدية، حيث يمكن أن يؤثر على جودة الحياة اليومية للأطفال، خاصة في المناطق ذات الخدمات الصحية المحدودة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم اكتشاف الحالات المبكرة في منع تفشي أكبر، مما يبرز دور التوعية الصحية في المدارس والمجتمعات. في النهاية، يظل التركيز على بناء مناعة قوية واتباع الإرشادات الصحية الأساسية هو المفتاح لمواجهة مثل هذه التحديات الصحية في مصر.