وقف إطلاق النار في مخيم الفردان بإدلب.. اتفاق يتضمن محاكمة قائد كتيبة الغرباء!

تواصلت السلطات السورية مع قوات كتيبة الغرباء، التي تشمل مقاتلين أجانب من بينهم فرنسيون، لإنهاء الاشتباكات في محيط مخيم الفردان شمالي إدلب، مما أدى إلى اتفاق يهدف إلى استعادة الاستقرار في المنطقة. هذا الاتفاق جاء بعد أيام من التوتر المتزايد، حيث شهدت المنطقة صراعات عنيفة أثرت على سكانها، بما في ذلك العائلات والأطفال. يمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الأمني في إحدى المناطق الحساسة قرب الحدود التركية.

اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب

بناءً على تفاصيل الاتفاق، سيتم وقف جميع العمليات القتالية فوراً، مع سحب الأسلحة الثقيلة من مخيم الفردان لضمان عودة الهدوء إلى المنطقة، التي يقيم فيها العديد من العائلات المهاجرة. كما ينص الاتفاق على فتح المخيم أمام قوات وزارة الداخلية السورية لتنظيم الوجود الأمني وتعزيز السيطرة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إحالة قائد الكتيبة، عمر ديابي المعروف بـ”عمر أومسين”، إلى القضاء الشرعي التابع لوزارة العدل للتحقيق في الاتهامات الموجهة إليه، ومنها قضية خطف فتاة. هذه الخطوات تأتي كرد فعل للاشتباكات الأخيرة، حيث تصدت قوات الأمن السورية لمتطرفين فرنسيين بعد محاصرة مخيمهم، وذلك بسبب رفض قائدهم تسليم نفسه. هذه الحادثة هي الأولى من نوعها ضد مقاتلين أجانب منذ وصول السلطات إلى دمشق، وتعكس جهوداً متزايدة لفرض القانون في المناطق المتقلبة.

هدنة في منطقة إدلب لاستعادة السلام

في هذا السياق، أكد العميد غسان باكير، قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب، أن الاتفاق جاء استجابة لشكاوى السكان المحليين في مخيم الفردان، الذين تعرضوا لانتهاكات متعددة، بما في ذلك حوادث الخطف التي نفذتها مجموعات مسلحة تابعة لديابي. يُذكر أن هذا المخيم، المعروف بـ”الغرباء”، يُعتبر مركزاً رئيسياً للمقاتلين الفرنسيين في سورية، حيث بدأ تشكله بعد عام 2013 مع وصول عمر أومسين من مدينة نيس الفرنسية. أومسين، الذي يمتلك أصولاً سنغالية، انتقى إلى سورية للانضمام إلى الجماعات المسلحة، وأسس كتيبة متشددة تضم شباباً فرنسيين وأفارقة، عمل جزء منهم مع تنظيم “داعش”، بينما بقي الآخرون تحت قيادته. لقد ترأس أومسين في البداية صفوف “هيئة تحرير الشام” قبل أن يعلن استقلال كتيبته المسماة “فرقة الغرباء”.

تشير التقارير إلى أن أومسين كان يلعب دوراً بارزاً في تجنيد المقاتلين، مما جعله مستهدفاً من قبل السلطات الدولية. في سبتمبر 2016، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كـ”إرهابي عالمي”، بينما اتهمته السلطات الفرنسية بتجنيد حوالي 80% من المسلحين الناطقين بالفرنسية الذين توجهوا إلى سورية والعراق. كما أنه اعتقل من قبل “تحرير الشام” في سبتمبر 2020، ثم أفرج عنه بعد 17 شهراً. هذه الخلفية تكشف عن طبيعة التهديدات الأمنية في المنطقة، حيث يسعى الاتفاق الجديد إلى منع تفاقم الوضع وتعزيز السلام. بفضل هذه الهدنة، من المتوقع أن تقلل من المخاطر على السكان المدنيين، وتفتح الباب أمام عمليات إعادة إعمار ودعم الخدمات الأساسية في مخيم الفردان، مما يعزز من استقرار المناطق الحدودية في إدلب بشكل عام. هذا الجهد يمثل نقلة نوعية في تعامل السلطات مع الجماعات المسلحة، مع التركيز على الحلول السلمية لتجنب المواجهات المستقبلية.