باحثون في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس اكتشفوا تقنية علاجية واعدة لمكافحة سرطان الثدي الثلاثي السلبيات، الذي يُعد من أصعب أنواع السرطان مقاومة. يعتمد هذا العلاج على خلايا مناعية معدلة وراثيًا لتستهدف الخلايا السرطانية وتقضي على آلياتها الدفاعية، مما يفتح أبوابًا جديدة للشفاء.
اختراق جديد في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبيات
يُعد العلاج المناعي المبتكر، المعروف باسم “علاج الخلايا NKT المعدلة”، خطوة مهمة في مكافحة هذا السرطان الذي يفتقر إلى ثلاثة أهداف رئيسية تستخدم في علاجات أخرى. هذا النقص يجعل السرطان ينتشر بسرعة ويعود بعد الجراحة أو الكيميائي، لكنه الآن يواجه تحديًا من خلال خلايا NKT الثابتة المعدلة. هذه الخلايا تتعرف على بروتين “ميزوثيلين” الموجود على سطح الخلايا السرطانية، مما يمكنها من مهاجمتها عبر ثلاث طرق: تفعيل خلايا الدفاع الأخرى، تدمير الحواجز الالتهابية، وإفراز مواد تمنع نمو الورم وانتشاره.
تطورات في مكافحة الأورام المناعية
ما يميز هذا العلاج هو قدرته على الإنتاج السريع من خلايا جذعية متبرع بها، مما يقلل الوقت والتكاليف مقارنة بالعلاجات التقليدية. يمكن إنتاج آلاف الجرعات من متبرع واحد بتكلفة حوالي 5 آلاف دولار لكل جرعة، مقابل مئات الآلاف في الخيارات الأخرى. دراسة قادتها البروفيسورة ليلي يانغ أظهرت أن هذا العلاج يفوق العلاجات الحالية في تدمير عينات الأورام في مراحل متقدمة، مع إمكانية البقاء في الجسم دون آثار جانبية ضارة. هذا الاكتشاف يأتي في وقت يواجه فيه سرطان الثدي الثلاثي السلبيات، الذي يصيب حوالي 15% من النساء وخاصة الشابات والأقليات، معدل بقاء خمس سنوات لا يتجاوز 77% في المراحل المتقدمة، مقارنة بـ93% في أنواع أخرى.
يشير البحث أيضًا إلى أن هذا العلاج يمكن أن يصبح “جاهزًا للاستخدام” في المستشفيات، مما يفتح الطريق لتجاربه السريرية قريبًا. البروفيسورة يانغ عبّرت عن تفاؤلها بأنه سيكون خطوة كبيرة للمرضى الذين ينتظرون خيارات أفضل، حيث أظهرت التجارب على نماذج حيوانية وخلايا بشرية فعاليته في منع عودة السرطان. هذا النهج المناعي ليس محصورًا على سرطان الثدي، بل قد يمتد إلى أنواع أخرى من الأورام الصلبة مثل سرطان الرئة أو البنكرياس، مما يعزز الأمل في مستقبل أكثر أمانًا وفعالية لمكافحة السرطانات الصعبة. بالفعل، يمثل هذا الاختراق نقلة نوعية في كيفية التعامل مع الأمراض الخبيثة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة للمصابين.

تعليقات