أمير عسير يدشن مركزين متخصصين في البشائر والمجاردة، مما يعزز الخدمات في المنطقة.

شهدت منطقة عسير حدثًا مهمًا بفضل رعاية الأمير تركي بن طلال، حيث تم افتتاح مركزين رئيسيين يركزان على خدمة الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع. هذان المركزان يعكسان التزام المنطقة بتعزيز الرعاية الصحية والاجتماعية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. في الوقت نفسه، يبرز هذا الجهد التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق أهداف مشتركة في مجال التنمية الإنسانية.

افتتاح مركزين حيويين لخدمة الإنسان في عسير

من بين التطورات البارزة في المنطقة، يبرز افتتاح مركز غسيل الكلى في سراة عسير، الذي يقع على ارتفاع يصل إلى 2300 متر. هذا المركز، الذي تم إنشاؤه بالشراكة مع مؤسسات خيرية مثل مؤسسة رجل الأعمال حامد العلياني، يوفر خدمات طبية متخصصة لمرضى الفشل الكلوي من سكان البشائر والمناطق المجاورة. يهدف هذا المشروع إلى تقديم رعاية شاملة، بما في ذلك الفحوصات الدورية والعلاجات المتقدمة، لتخفيف الأعباء على المرضى وأسرهم. في المقابل، يساهم هذا الافتتاح في تعزيز الوعي الصحي بين السكان، حيث يشمل برامج توعوية تهدف إلى الوقاية من الأمراض الكلوية من خلال الورش العملية والحملات التثقيفية. هذا النهج الشامل يجعل المركز ليس مجرد منشأة طبية، بل محورًا للدعم الاجتماعي، مما يعزز من تماسك المجتمع في المناطق النائية.

توسعة الخدمات المتخصصة لفئات الأطفال

في جانب آخر، يأتي افتتاح مركز جمعية الحياة للتوحد في تهامة عسير، وتحديدًا في المجاردة على ارتفاع يتجاوز 1200 متر، كخطوة أساسية نحو دعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يركز هذا المركز على تقديم خدمات تعليمية وعلاجية مخصصة للأطفال المصابين بالتوحد، مما يساعد في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والتعليمية. من خلال البرامج المتكاملة، يتم توفير جلسات علاجية فردية وجماعية، بالإضافة إلى ورش عمل للآباء لتعزيز الدعم الأسري. هذه المبادرة تجسد التزام المنطقة ببناء بيئة أكثر شمولية، حيث تضم جهودًا مشتركة من إمارة عسير وهيئة تطويرها، بالتعاون مع البلدية المحلية وعيادات طبية خاصة ومنظمات رياضية واجتماعية. على سبيل المثال، شارك نادي الفاروق الرياضي ونوادي الفروسية في هذا الجهد، مما أدى إلى إنشاء منشآت حديثة تدعم النشاطات الترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى لجنة التنمية الاجتماعية التي ساهمت في تمويل البرامج التعليمية.

رغم البعد الجغرافي بين المركزين، حيث يفصل بينهما مسافة تزيد عن 200 كيلومتر من مدينة أبها، إلا أنهما يشتركان في هدف واحد يتمثل في تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية للمجتمع. هذه المشاريع تعكس رؤية شاملة للتنمية، حيث تركز على الاستدامة من خلال تدريب الكوادر الطبية المحلية ودمج التكنولوجيا الحديثة في العلاجات. في الختام، يمثلان قفزة نوعية نحو مجتمع أكثر صحة وتكافؤًا، مع التركيز على الوقاية والعلاج على مدى السنوات القادمة. هذه الجهود ستسهم في رفع مستوى الحياة في عسير، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويشجع على المزيد من المبادرات الخيرية في المستقبل. بشكل عام، يؤكد هذا الإنجاز على أهمية التعاون المجتمعي في تحقيق التقدم الشامل، سواء في مجال الرعاية الصحية أو الدعم الاجتماعي لجميع الفئات.