روسيا تُعلن السيطرة على أربع قرى جديدة في الجزء الشرقي من أوكرانيا.

مع استمرار التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، يشهد الشرق الأوكراني تطورات ميدانية سريعة، حيث أعلنت القوات الروسية عن تحقيق تقدم إضافي في المناطق المتنازع عليها.

التقدم الروسي في شرق أوكرانيا

في السياق الجيوسياسي الحالي، أكدت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على مناطق استراتيجية جديدة، مما يعكس محاولات موسكو لتعزيز نفوذها في المنطقة. وفقاً للبيانات الرسمية، تم السيطرة على قرى مثل بولوغيفكا في منطقة خاركيف، ودرونيفكا وبرومين في دونيتسك، بالإضافة إلى بيرتشوترافنيفي في دنيبروبيتروفسك. هذه الخطوات تأتي وسط جمود محادثات السلام، حيث يبدو أن الجانب الروسي يركز على تحقيق مكاسب أرضية لتعزيز موقفه التفاوضي. في المقابل، تظهر تقارير من مصادر مقربة من الجيش الأوكراني، مثل مجموعة التحليل العسكري “ديب ستيت”، أن بعض هذه المناطق قد تكون في وضع غامض، حيث تتواجد في مناطق رمادية غير مستقرة تماماً. يؤكد هذا التباين في الروايات على تعقيد الواقع العسكري، حيث لم تحسم القوات الأوكرانية السيطرة الكاملة على هذه النقاط.

التوسع العسكري الروسي

مع زيادة وتيرة العمليات، أوضح القادة الأوكرانيون، مثل القائد العام أولكسندر سيرسكي، أن الجيش الروسي يعتمد على استراتيجيات متقنة لاختراق الخطوط الدفاعية. هذه التكتيكات تشمل هجمات متكررة بمجموعات صغيرة من الجنود، تهدف إلى تعطيل الإمدادات الأوكرانية وضم مساحات أرضية بأقل الخسائر الممكنة. حالياً، يركز الجانب الروسي جهوده على منطقة دونيتسك بشكل خاص، حيث تشتد المعارك حول مدينة بوكروفسك، التي تعد هدفاً رئيسياً لموسكو منذ أشهر. هذه الاستراتيجية ليست مجرد عمليات عسكرية عادية، بل تشمل استخدام تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيرة لدعم القوات المتقدمة وتلقي الإمدادات. يهدف هذا النهج إلى إظهار قوة ميدانية واضحة، مما يعزز الصورة الروسية داخلياً وخارجياً، رغم الصعوبات التي تواجهها في الحفاظ على هذه المكاسب.

في الوقت نفسه، يبدو أن هذه التحركات الروسية جزء من خطة أوسع لتغيير واقع الصراع، حيث تعتمد على استغلال الضعف في الخطوط الأوكرانية من خلال هجمات مفاجئة ومستمرة. هذا الأسلوب يثير مخاوف حول إمكانية تفاقم النزاع، خاصة مع استمرار الطرفين في تبادل الاتهامات. من جانب أوكرانيا، يتم الرد من خلال تعزيز الدفاعات ومحاولة استرجاع السيطرة، لكن الوضع يظل متقلباً. في النهاية، يعكس هذا الصراع تعقيداً عالمياً، حيث يؤثر على الاستقرار الإقليمي ويبرز الحاجة إلى حل دبلوماسي عاجل، رغم الصعوبات في تحقيقه. يستمر الوضع في التطور، مع إمكانية وقوع تغييرات جذرية في الميدان خلال الأيام المقبلة.