كشف بحث جديد عن ارتباط واضح بين شرب الكحول والإصابة بقلق شديد يتبعه مباشرة.

يعد “هانكزايتي” ظاهرة نفسية شائعة تجمع بين القلق، الإرهاق، والاكتئاب، وتحدث عادة بعد تناول كميات كبيرة من الكحول. هذه الحالة تسبب شعوراً بالضيق الشديد، حيث يشعر الأفراد بالندم والتفكير المفرط في أفعالهم أثناء حالة السكر، مما يؤثر سلباً على صحتهم العقلية.

هانكزايتي: تأثيرات الكحول على الصحة النفسية

أظهرت دراسة حديثة أن هناك علاقة واضحة بين استهلاك الكحول والمشكلات النفسية، حيث أكدت النتائج أن الصداع الناتج عن الشرب ليس مجرد أعراض جسدية، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقلق والاكتئاب. الشباب، خاصة، يرون هذه التأثيرات كثمن مقبول مقابل المتعة الاجتماعية التي يوفرها الشرب. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتصرفون بطرق تتعارض مع قيمهم الشخصية أثناء التأثير بالكحول، يواجهون شعوراً مكثفاً بالخجل والنقد الذاتي. هذا الشعور يفاقم الضيق النفسي، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون مسبقاً من القلق أو الاكتئاب، أو يستخدمون الكحول كوسيلة للتعامل مع التوتر اليومي.

كما أوضح المتخصصون أن هذه الحالة تكون أكثر شدة لدى من يعانون صعوبة في تنظيم عواطفهم. على سبيل المثال، يوصي الخبراء بمشاركة التجارب الشخصية مع الأصدقاء لتخفيف الضغط، أو طلب المساعدة من أخصائي نفسي لتقييم أنماط الشرب وإدارة القلق. من جان آخر، يبرز دور المرونة العاطفية في التعامل مع هانكزايتي، إذ يتمكن الأشخاض ذوو هذه الصفة من تجاوز الأعراض بشكل أفضل. رغم ذلك، فإن هذه الظاهرة غالباً ما تكون جزءاً من دورة مستمرة، حيث يستمر بعض الأشخاص في الشرب رغم معرفتهم بالتأثيرات السلبية، خاصة إذا كانوا يعتمدون عليه لمواجهة الضغوط الحياتية.

قلق ما بعد الشرب: مخاطر صحية طويلة الأمد

بينما يركز الكثيرون على الجوانب النفسية، فإن هانكزايتي تشير أيضاً إلى مخاطر صحية أوسع. الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة، مثل تلف الكبد وزيادة خطر الإصابة بالسرطان أو ارتفاع ضغط الدم. هذه التأثيرات ليست محدودة على المدى القصير، بل يمكن أن تكون مدمرة على المدى الطويل، مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. لذا، يُنصح بالتقليل من الشرب كخطوة أولى للحفاظ على الصحة، مع التركيز على بناء عادات إيجابية للتعامل مع التوتر، مثل التمارين الرياضية أو تقنيات الاسترخاء. في نهاية المطاف، فهم هذه الظاهرة هو مفتاح لتحسين الجودة الحياتية وتجنب الدورة المتكررة من الشرب والقلق، مما يساعد في بناء حياة أكثر توازناً وصحة نفسية.