في مدينة بورسعيد، تحول حلم حب شابة إلى كابوس مرعب، حيث انكشف وجه الشر الخفي في حياة زوجية دامت أياماً معدودة. دعاء، الفتاة التي لم تتجاوز العشرين عاماً، واجهت مصيراً مؤلماً بسبب رفضها التنازل عن حملها، مما أدى إلى مواجهة عنيفة انتهت بإلقائها من الطابق الثاني. هذه الحادثة، التي بدأت كنقاش عابر أثناء وجبة غداء بسيطة، كشفت عن عمق العنف المنتظر في العلاقات الأسرية، معلية الصوت بأهمية الوقاية والوعي.
الجن يكشف حقيقته في حادثة عنف أسري
تدور أحداث هذه القصة المؤلمة حول دعاء، التي كانت قد أصرت على الزواج من رجل وصفته بأنه “حب العمر” رغم التحذيرات المتكررة من أسرتها. لم يمض وقت طويل بعد الزواج حتى بدا الزوج، المعروف بلقب “الجن”، على حقيقته الحقيقية، حيث تحول من شخص جذاب إلى مصدر رعب وإيذاء. بدأت الإهانات والضرب الجسدي تتوالى يوماً بعد يوم، مما جعل حياتها جحيماً لا يطاق. في ذلك اليوم المشؤوم، وبينما كانت تقوم بإعداد وجبة غداء متواضعة من صينية بطاطس، انفجر الصراع عندما طلب الزوج منها إنهاء حملها، مدعياً أن ذلك جزءاً من مطالبه. رفضت دعاء بشدة، مؤكدة أن الجنين داخلها هو جزء من روحها وأنها لن تتخلى عنه أبداً. لم يكن هذا الرفض سوى الشرارة التي أشعلت النار، حيث تحول النقاش إلى مواجهة عنيفة انتهت بضربه لها ضرباً مبرحاً، ثم إلقاؤها من خلال شباك الغرفة مباشرة إلى الأرض.
أدى السقوط إلى إصابات جسيمة، حيث تعرضت دعاء لكسور في قدميها، وحوضها، وفقرات الظهر، إضافة إلى جروح متفرقة في جميع أنحاء جسدها. تم نقلها فوراً إلى المستشفى، حيث أصبحت حالتها حرجة وتتطلب عمليات جراحية دقيقة ورعاية طبية مكثفة. هذه الحادثة لم تكن مجرد نزاع زوجي عابر، بل كشفت عن أبعاد أعمق في المجتمع حول كيف يمكن أن يتحول الزواج إلى سجن إذا لم يكن مبنياً على الاحترام المتبادل. الضحية، التي كانت تقدم كل شيء من أجل هذا الزواج، واجهت الآن معاناة شديدة، مما دفع والدتها إلى المطالبة بمحاسبة الزوج بأقصى العقوبات القانونية لما ارتكبه.
الشيطان يسيطر على الأسرة
في خضم هذه الأحداث، يبرز السؤال عن كيفية تحول الأشخاص إلى “شياطين” داخل المنازل، حيث يبدأ العنف ككلمة أو إشارة ثم يتفاقم إلى كارثة. دعاء لم تكن الوحيدة في قصتها؛ إنها تمثل العديد من النساء اللواتي يواجهن الضغط النفسي والجسدي في علاقاتهن، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوقهن الأساسية مثل اختيار الاحتفاظ بحملهن. والدة دعاء، في تصريحاتها، أكدت أن ابنتها كانت دائماً طموحة ومثابرة، لكن هذا الزواج حوّل حياتها رأساً على عقب. الآن، ومع تواجدها في المستشفى تحت الرعاية الطبية، يتردد صدى هذه الحادثة في المجتمع، محملة دروساً عن أهمية الاستماع للتحذيرات الأسرية والتدخل المبكر قبل أن يتحول الخلاف إلى مأساة.
في النهاية، يكمن الأمل في أن تكون قصة دعاء بمثابة إنذاراً للجميع، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، لتعزيز الحماية من العنف الأسري. السلطات المعنية يجب أن تتخذ خطوات فورية لضمان محاسبة الجناة وتقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر أماناً. هذه الحوادث ليست مجرد أخبار عابرة، بل دعوة لإعادة النظر في كيفية التعامل مع العلاقات الزوجية، لضمان أن يبقى الزواج رابطة حب وليس ساحة معركة. بالفعل، من خلال التوعية والتشريعات المناسبة، يمكن منع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.

تعليقات