كشف حقيقة معاملة الأسرى في إسرائيل
في مقاله الأخير، يبرز الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي كيف أن تعامل حكومته الوحشي مع الأسرى الفلسطينيين قد عزز من سوء الظروف التي واجهها الإسرائيليون المحتجزون في غزة. يرى ليفي أن هذا الواقع يعكس ثمن الشر، حيث أدت الانتهاكات المنهجية إلى ردود فعل متسربة للعنف. يشير إلى تقارير تفصّل التعذيب والإهمال، مما يظهر أن السياسات الإسرائيلية لم تكن مجرد أخطاء، بل جزءًا من نمط معتمد.
تأثيرات الاحتجاز الوحشي
مع مرور الوقت، كشفت الروايات عن تفاصيل مرعبة، مثل تلك التي نشرتها صحيفة غارديان حول 135 جثة فلسطينية مشوهة، بعضها يحمل علامات تعذيب بالخنق أو السحق تحت الدبابات. يروي ليفي قصصًا عن الأسرى المفرج عنهم، بما في ذلك أطباء مثل أحمد مهنا، الذي وصفت تجربته بالقسوة المتعمدة، حيث كان يُنقل بين أماكن احتجاز تشبه قفص الكلاب، مع استخدام الكلاب لإرهابه. هذا الوصف يبرز كيف كانت إسرائيل تتباهى بظروف احتجازها، رغم أنها في الواقع تمثل سادية منظمة، مدعومة برأي عام انتقامي.
يشير ليفي إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدرك جيدًا مشاعر مواطنيها، الذين غالبًا ما يدعمون التعذيب كرد فعل انتقامي، خاصة بعد الأحداث في 7 أكتوبر 2023. هذا المناخ ساهم في تواطؤ المؤسسات، مثل جهاز الشاباك ومصلحة السجون، مع الانتهاكات، دون اعتراض كبير سوى من منظمات مثل “أطباء بلا حدود” أو “بتسيلم”. يقارن ليفي هذا بمعاملة أدولف أيخمان، الذي لم يتعرض لأي تعذيب جسدي قبل إعدامه، مما يؤكد ازدواجية المعايير في إسرائيل.
في السياق نفسه، يحذر من انتشار دعوات الإعدام لأي شخص شارك في تلك الأحداث، حتى لو كانوا مجرد دخول إلى الأراضي، كما طالب به الصحفي بن كاسبيت. هذا التوجه يعكس مزاجًا عامًا يبرر الإساءة، حيث يركز الإسرائيليون فقط على آلامهم الخاصة، ويغفرون لأنفسهم كل شيء آخر. يختم ليفي بأن الشعب الإسرائيلي يشعر بالاعتزاز بهذه السادية، لأنهم اختاروا هذا النهج وجنوا ثماره. في نهاية المطاف، يدفع هذا إلى سؤال أخلاقي عميق عن دور العنف في تشكيل السياسات، وكيف يؤدي إلى دائرة لا تنتهي من الرعاية.

تعليقات