إطلاق أول خط سككي للشحن بين أبوظبي وصحار العمانية

إطلاق أول ممر شحن بالسكك الحديدية بين أبوظبي وصُحار العُمانية

بقلم: فريق موقع 24 – 2023/10/15

في خطوة تاريخية تعزز من روابط التجارة والتعاون الإقليمي، أعلنت الحكومات الإماراتية والعمانية عن إطلاق أول ممر شحن بالسكك الحديدية يربط بين أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة وصُحار في سلطنة عمان. هذا المشروع، الذي يُعدّ جزءًا من استراتيجية أوسع لتطوير البنية التحتية في الخليج، يُمثل نقلة نوعية في حركة البضائع عبر الحدود، ويُعزز من التنمية الاقتصادية المشتركة بين البلدين.

خلفية المشروع وأهميته

يعود تاريخ هذا الممر إلى اتفاقيات التعاون الثنائي بين الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، التي تهدف إلى تعزيز الروابط اللوجستية والتجارية. وفقًا للبيانات الرسمية، تم التوقيع على اتفاقية بناء الخط الحديدي في عام 2018، ضمن جهود مشتركة لربط موانئ المنطقة وتعزيز حركة الشحن الإقليمية. يبلغ طول الممر الرئيسي حوالي 300 كيلومتر، ويربط بين ميناء صحار الاستراتيجي في عمان ومناطق صناعية رئيسية في أبوظبي، مما يتيح نقل البضائع بكفاءة أعلى.

كشف مسؤولون في وزارة الطاقة والصناعة في الإمارات أن هذا المشروع يهدف إلى تقليل وقت الشحن من أيام إلى ساعات، حيث كان يعتمد سابقًا على الطرق البرية أو الشحن البحري. وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع تكاليف الوقود وتأثيرات تغير المناخ، يُعد هذا الممر حلاً خضراء يقلل من انبعاثات الكربون مقارنة بالنقل الطرقي التقليدي. كما أن إطلاقه يأتي في وقت يشهد فيه الخليج زيادة في حجم التجارة، حيث بلغت تبادلات البضائع بين الإمارات وعمان أكثر من 10 مليارات دولار في العام الماضي، وفقًا لتقارير منظمة التجارة العالمية.

التفاصيل التقنية والتشغيلية

يشمل ممر صحار أبوظبي خطًا حديديًا مزودًا بأحدث التقنيات، مثل القطارات الكهربائية عالية السرعة التي يصل سرعها إلى 160 كيلومترًا في الساعة. يتوقع أن يتمكن هذا الخط من نقل أكثر من 5 ملايين طن من البضائع سنويًا، بما في ذلك السلع الرئيسية مثل المنتجات الصناعية، المواد الخام، والسلع الاستهلاكية. كما سيتم دمج هذا الممر مع شبكات الشحن الدولية، مما يربط بينه وبين موانئ مثل جبل علي في دبي والمملكة العربية السعودية من جهة، وميناء صلالة في عمان من جهة أخرى.

تم الإشراف على تنفيذ المشروع من قبل شركة “اتحاد السكك الحديدية” الإماراتية بالشراكة مع المؤسسة العمانية للسكك الحديدية، بدعم من صندوق الاستثمارات المشتركة بين البلدين. وخلال الافتتاح الرسمي الذي أقيم مؤخرًا، أكد رئيس الوزراء العماني سلطان بن حمد القاسمي أن هذا الإطلاق “سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي، ويعزز مكانة المنطقة كمركز تجاري عالمي”. من جانبه، أشار وزير الاقتصاد الإماراتي إلى أن المشروع سيدعم رؤية “الإمارات 2030” في تحقيق التنمية المستدامة.

الفوائد الاقتصادية والاجتماعية

يُعتبر هذا الممر عاملًا حاسمًا في تعزيز الاقتصادين المحليين، حيث سيخلق آلاف فرص العمل في قطاعي البناء والتشغيل. بالنسبة للتجارة، سيساهم في زيادة كفاءة سلسلة التوريد، وتقليل التكاليف بنسبة تصل إلى 30%، حسب تقديرات الخبراء. كما أن الاستثمار في البنية التحتية هذا يعكس التزام الدولتين بالتنمية المستدامة، إذ يساعد على تقليل الازدحام المروري وانبعاثات الغازات الدفيئة.

علاوة على ذلك، يُعزز الممر من الجوانب الثقافية والاجتماعية، حيث يعزز حركة الناس والسلع بين البلدين، مما يدعم السياحة والتبادل الثقافي. في السياق الإقليمي، يمكن أن يمتد تأثير هذا المشروع إلى دول مجلس التعاون الخليجي، مساهماً في تشكيل شبكة نقل متكاملة تشمل السعودية والكويت.

الآفاق المستقبلية

مع إطلاق هذا الممر، يُفتح باب الفرص لمشاريع أكبر، مثل توسيع الشبكة الحديدية لتشمل دول أخرى في الخليج. ومع ذلك، يجب التركيز على تحديات محتملة مثل صيانة الخطوط وضمان الامتثال للمعايير البيئية. في موقع 24، نرى أن هذا الإنجاز يعكس التزام المنطقة بالابتكار والتعاون، وهو خطوة واضحة نحو مستقبل أكثر استدامة واقتصادية.

ختامًا، إطلاق ممر صحار أبوظبي يُمثل نقلة نوعية في تاريخ التعاون بين الإمارات وعمان، ويعزز من دور الخليج كمحور تجاري عالمي. يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا المشروع إلى نمو اقتصادي ملحوظ في السنوات القادمة، مما يدفع المنطقة إلى تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة. تابعوا موقع 24 لأحدث التطورات حول هذا الموضوع.