مكتب أبوظبي للاستثمار يدعم إنتاج البروتينات: خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي والابتكار المستدام

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تؤكد التزام الإمارات بالابتكار والاستدامة، أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) دعمه لقطاع إنتاج البروتينات، وذلك ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية. يأتي هذا الدعم في وقت يشهد فيه العالم تحديات متزايدة في مجال الغذاء، نتيجة للتغير المناخي وارتفاع الطلب العالمي على الموارد الغذائية.

خلفية الدعم: رؤية إستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة

يعرف مكتب أبوظبي للاستثمار بأنه الذراع الرئيسي لدولة أبوظبي في جذب الاستثمارات ودعم المشاريع الابتكارية. وفقاً للبيان الصادر عن المكتب، فإن دعم إنتاج البروتينات يركز على تطوير تقنيات حديثة مثل إنتاج البروتينات النباتية، البروتينات المصدرة من الحشرات، والبروتينات الخلوية (مثل اللحوم الاصطناعية). هذه التقنيات ليست فقط بديلاً مستداماً للمنتجات الحيوانية التقليدية، بل تقلل أيضاً من البصمة الكربونية وتساهم في الحد من استنزاف الموارد الطبيعية.

قال المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار، محمد الشامسي، في تصريح صحفي: “نحن ملتزمون بدعم الابتكار الذي يعزز الاستدامة ويلبي احتياجات المستقبل. إنتاج البروتينات يمثل فرصة كبيرة لتحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز الأمن الغذائي في الإمارات، خاصة مع زيادة عدد السكان وتفاقم التحديات البيئية.”

التفاصيل الرئيسية للبرنامج الداعم

يشمل دعم مكتب أبوظبي للاستثمار عدة مبادرات، منها:

• التمويل والشراكات: يقدم المكتب تمويلات مباشرة للشركات الناشئة في مجال التقنيات الغذائية، بالإضافة إلى تسهيل الشراكات مع الشركات العالمية. على سبيل المثال، تم التوقيع مؤخراً على اتفاقية مع شركة عالمية متخصصة في إنتاج البروتينات النباتية، بهدف إنشاء مصنع في أبوظبي بطاقة إنتاجية تصل إلى 10,000 طن سنوياً.

• الدعم الفني والتدريب: يشمل البرنامج تدريبات متخصصة للشباب الإماراتي في مجالات الزراعة الدقيقة والهندسة الوراثية، لتعزيز المهارات المحلية وخلق فرص عمل. وفقاً لتقرير من وزارة الاقتصاد، من المتوقع أن يؤدي هذا الدعم إلى إنشاء أكثر من 5,000 وظيفة جديدة في القطاع خلال الخمس سنوات القادمة.

• التركيز على الاستدامة: يركز المكتب على مشاريع تقلل من استهلاك المياه والطاقة، مما يتوافق مع رؤية الإمارات 2030 للتنمية المستدامة. على سبيل المثال، يدعم المكتب تقنيات استزراع البروتينات الخلوية، التي تستهلك نسبة أقل بكثير من الموارد مقارنة بالزراعة التقليدية.

الفوائد الاقتصادية والاجتماعية

يدعم هذا البرنامج الأهداف الاستراتيجية لدولة أبوظبي في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء. وفقاً لتقرير صادر عن هيئة الإحصاء في الإمارات، فإن الاعتماد على الواردات الغذائية يشكل نحو 80% من الاحتياجات الحالية، ويُقدر أن دعم إنتاج البروتينات سيقلل هذا الاعتماد بنسبة 20% بحلول عام 2030.

من الناحية الاجتماعية، يساهم هذا الدعم في تعزيز الصحة العامة من خلال توفير بدائل غذائية غنية بالبروتينات ومنخفضة السعرات. كما أنها تفتح الباب أمام الابتكار في قطاعات أخرى، مثل الزراعة الذكية والتكنولوجيا الحيوية، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار.

التحديات والتوقعات المستقبلية

رغم الفرص الواسعة، يواجه قطاع إنتاج البروتينات تحديات مثل التكاليف العالية للتكنولوجيا والقوانين التنظيمية. ومع ذلك، يؤكد مكتب أبوظبي للاستثمار أنه يعمل على حل هذه التحديات من خلال تعاون مع الحكومة والقطاع الخاص.

في الختام، يمثل دعم مكتب أبوظبي للاستثمار لإنتاج البروتينات خطوة إيجابية نحو مستقبل أكثر استدامة وأماناً غذائياً. مع استمرار الالتزام بالرؤية الاستراتيجية، يمكن للإمارات أن تكون قدوة للدول الأخرى في مواجهة تحديات الغذاء العالمية.

المصادر: موقع مكتب أبوظبي للاستثمار، وزارة الاقتصاد في الإمارات، وتقارير دولية عن قطاع الغذاء المستدام.