تحذير من خبير: قدرات الدرون فوق بيروت تثير مخاوف أمنية.. وإليك نصائح لتقليل الخطر!

في ظل التحليق المتواصل للدرونات فوق سماء بيروت، يبرز تحليل تقني من قبل خبير في مجال الحماية الرقمية، يسلط الضوء على التهديدات التي تشكلها هذه الطائرات المسيّرة للخصوصية والأمان الشخصي. يفصل التحليل كيف يمكن لهذه الدرونات جمع بيانات حساسة من خلال تقنيات متقدمة، مما يتيح تتبع الأفراد وتحديد مواقعهم بدقة. هذا التحذير يأتي كدعوة للتوعية والتدابير الوقائية لمواجهة هذه المخاطر المتزايدة في بيئة رقمية متصاعدة التعقيد.

خطر الدرونات على الخصوصية الشخصية

يشير الخبير إلى قدرات الدرونات الحديثة، مثل نماذج Elbit Hermes 900 وElbit Hermes 450، التي تستطيع التقاط إشارات راديوية وموجية متعددة. هذه القدرات تشمل قياس مؤشرات قوة الإشارة، توقيتات البث، وأنماط الاتصال بالشبكات، مما يسمح بتتبع الأجهزة الفردية وربطها بمواقع الأشخاص. كما أن بعض هذه الدرونات تعمل كأجهزة IMSI-catcher، لالتقاط هويات الهواتف مثل IMSI، IMEI، وTMSI. بالإضافة إلى ذلك، تستهدف إشارات الواي فاي والبلوتوث من خلال الاستعلامات البحثية، أسماء الشبكات السابقة، وحتى عناوين MAC إذا لم تكن مفعلة بشكل عشوائي. هذا يسمح بتحديد تواجد الأجهزة وارتباطها بحركة الأفراد، مما يعزز من إمكانية التجسس. من ناحية أخرى، تشمل القدرات الاستطلاعية التصوير البصري، الحراري، والراداري، حيث تقدم صوراً وفيديوهات عالية الدقة لتعرف على لوحات السيارات، رصد التجمعات، أو كشف وجود الأشخاص في الظلام. هذه البيانات تندمج مع المعلومات الراديوية لربط الشخص بالجهاز أو المركبة، مما يجعل التهديد أكثر شمولاً. مع ذلك، يؤكد الخبير أن الدرونات غير قادرة عادةً على قراءة محتوى الرسائل المشفرة مثل تلك في تطبيقات Signal أو WhatsApp، إلا أن البيانات الوصفية مثل هوية الطرفين، وقت التواصل، وموقع الإرسال، تبقى عرضة للتحليل.

تحديات الطائرات المسيّرة في ضمان الأمان

للتعامل مع هذه المخاطر، يقدم الخبير إرشادات عملية تهدف إلى تقليل التعرض للتتبع. ينصح بتفعيل وضع الطيران أو إيقاف الجهاز تماماً لمنع انبعاثات الإشارات الخلوية، الواي فاي، أو البلوتوث. كما يوصي بإيقاف الواي فاي والبلوتوث بشكل يمنع الاتصال التلقائي، مما يقلل من فرصة الكشف عن الجهاز. استخدام أكياس فاراداي لتغليف الأجهزة الحساسة يُعد خياراً فعالاً عند الحاجة إلى إبقاء الجهاز “صامتاً”. بالإضافة إلى ذلك، يُشجع على تفعيل خاصية عشوائية عناوين MAC إذا كان الجهاز يدعمها، حيث يفعلها العديد من أجهزة iOS وAndroid افتراضياً في الشبكات العامة. من المهم أيضاً عدم الاعتماد فقط على التشفير للوقاية، إذ يحمي التشفير المحتوى وليس بالضرورة موقع الجهاز. أخيراً، ينبه إلى ضرورة تجنب السطوح المفتوحة أو التجمعات الواضحة، لأن التصوير البصري أو الحراري قد يكشف عن وجود الأشخاص حتى إذا كان الجهاز مغلقاً. هذه الإجراءات الوقائية تُمثل خطوات أساسية لتعزيز الحماية الشخصية في ظل انتشار الدرونات، خاصة في أجواء بيروت حيث أصبحت هذه الطائرات ظاهرة يومية تثير مخاوف أمنية واسعة.