تفشي الجدري المائي في مدارس مصر يثير القلق، ويشهد تدخلاً سريعاً من الجهات الصحية.

حالة من القلق العام تسيطر على الأوساط المصرية مع تفشي مرض الجدري المائي بين طلاب المدارس في محافظتي المنوفية وأسوان، حيث اندلع الوباء مؤخرًا وتسبب في إصابة العديد من الأطفال. يُعتبر هذا المرض تهديدًا صحيًا كبيرًا، خاصة في البيئات المزدحمة مثل المدارس، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من انتشاره.

تفشي الجدري المائي في مصر

يشكل تفشي الجدري المائي، الذي يُعرف طبيًا بـ”فيروس الورم الزغبي”، تحديًا كبيرًا لمصر، حيث سُجلت حالات إصابة وصلت إلى 24 طالبًا في مدرسة واحدة فقط حتى نهاية الأسبوع الماضي. هذا المرض الفيروسي ينتقل بسرعة كبيرة من خلال الرذاذ التنفسي أو الاتصال المباشر بالبثور الجلدية، وهو يصيب الأطفال بشكل أكبر، خاصة في المناطق الريفية حيث تكون الخدمات الصحية أقل توفرًا. وفقًا للتقارير الرسمية، فإن وزارة الصحة المصرية قامت بتدخل عاجل يشمل عزل المصابين وإجراء حملات تطعيم للطلاب غير الملقحين، مما يعكس الجهود المبذولة لحماية المجتمع من انتشار الوباء. يؤدي هذا المرض عادة إلى أعراض مثل الحمى، الحكة، والطفح الجلدي، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي أو مشكلات عصبية، خاصة لدى الأطفال ذوي المناعة الضعيفة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع معدلات الإصابة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بانخفاض مستويات المناعة العامة لدى السكان بعد جائحة كوفيد-19، حيث أصبح الأطفال أكثر عرضة للعدوى بسبب نقص التعرض السابق لهذا الفيروس. هذا الوضع يؤكد أهمية تعزيز البرامج الوقائية في المدارس، مثل توفير الكمامات، تعزيز النظافة، وإجبارية التطعيمات، لمنع تفاقم الوضع. في السنوات الماضية، شهدت محافظة أسوان حالات مشابهة في عام 2015، مما يشير إلى أن هذا الوباء يتبع أنماطًا موسمية تتفاقم في فصل الشتاء، حيث يزداد الالتقاء الاجتماعي بين الأطفال.

انتشار فيروس الجدري

أما عن انتشار فيروس الجدري، فهو يمثل نموذجًا للأمراض المعدية التي تتطلب استجابة سريعة من الجهات المعنية، حيث يُقدَّر أن نسبة انتقال العدوى تصل إلى 90% في البيئات المغلقة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. في مصر، تم التركيز على تعزيز الوعي بين الأسر من خلال حملات إعلامية تشرح مخاطر المرض وأهمية اللقاحات، التي تقلل من شدة الأعراض وتحمي من الإصابات المتكررة. على سبيل المثال، يمكن للطفل الذي يتلقى اللقاح أن يقلل من فرصة الإصابة بنسبة كبيرة، مما يساهم في الحفاظ على استمرارية التعليم دون انقطاعات.

وفي السياق نفسه، يبرز دور وزارة التعليم في تنسيق الجهود مع وزارة الصحة لإغلاق المدارس المصابة مؤقتًا وإجراء فحوصات دورية، مما يساعد في كشف الحالات المبكرة وعلاجها قبل تفاقمها. هذا النهج الشامل يهدف إلى تعزيز المناعة الجماعية، خاصة أن معظم الحالات تكون لدى الأطفال دون سن الـ12 عامًا، الذين قد يعانون من أعراض أكثر شدة إذا كانوا غير ملقحين. كما يشمل ذلك تشجيع الأهالي على مراقبة أعراض أطفالهم، مثل الطفح الجلدي أو الحمى، واللجوء إلى الرعاية الطبية فورًا لتجنب انتقال العدوى إلى الآخرين.

بشكل عام، يتطلب التعامل مع تفشي هذا المرض جهودًا مشتركة بين الجهات الحكومية والمجتمع، حيث يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد إذا لم يتم السيطرة عليه. على سبيل المثال، في حال عدم التشخيص السريع، قد يؤدي إلى نقص في الحضور المدرسي، مما يؤثر على التحصيل التعليمي، أو حتى زيادة الحمل على منظومة الرعاية الصحية. لذا، يُشدد الخبراء على أهمية تبني عادات وقائية يومية، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، لتقليل فرص الانتشار.

في الختام، يبقى تفشي الجدري المائي تذكيرًا بأهمية الاستعداد الصحي الدائم، حيث يمكن للإجراءات الوقائية أن تحول دون تحول هذه الحالات إلى أزمة كبرى. من خلال التعاون بين الوزارات والأفراد، يمكن لمصر أن تتغلب على هذا التحدي وتعزز مناعتها ضد الأمراض الموسمية، مما يضمن حماية الأجيال القادمة من مخاطر مشابهة في المستقبل.