مواهب إماراتية تقدم «تجربة متعددة الحواس» في «متحف زايد الوطني»
بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر، افتراضياً]
في قلب العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يُقدم متحف زايد الوطني تجربة ثقافية فريدة تجمع بين الإرث التاريخي والابتكار الفني الحديث، حيث تقود مواهب إماراتية بارزة حملةً لتقديم “تجربة متعددة الحواس”. هذه التجربة الغامرة، التي تندمج فيها الحواس الخمس (النظر، السمع، اللمس، الذوق، والشم)، تهدف إلى إعادة صياغة الرواية التاريخية للإمارات، مما يجعل زيارة المتحف حدثًا تفاعليًا وشخصيًا يلامس شغاف الروح.
متحف زايد الوطني: رمز الإرث الوطني
يُعتبر متحف زايد الوطني، الذي يحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أبرز المعالم الثقافية في المنطقة. افتتح المتحف عام 2018، وهو جزء من مشروع “سعديات” الثقافي في أبو ظبي، الذي يهدف إلى جعل الإمارات مركزًا عالميًا للثقافة والفنون. يضم المتحف مجموعة واسعة من الكنوز التاريخية، بما في ذلك أقدم آثار حضارة الإمارات، وروايات عن دور الشيخ زايد في توحيد البلاد، إلى جانب معارض فنية حديثة تعكس تطور المجتمع الإماراتي.
لكن ما يميز هذه الفترة هو دمج التكنولوجيا والفنون التقليدية لخلق تجارب جديدة. من خلال التعاون مع مواهب إماراتية محلية، تحول المتحف إلى فضاء يتجاوز حدود المعارض التقليدية، حيث يصبح الزائر جزءًا من القصة نفسها.
التجربة المتعددة الحواس: جسر بين الماضي والحاضر
في هذه التجربة الفريدة، التي أطلق عليها اسم “أصداء الإرث”، يعمل فنانون ومصممون إماراتيون على دمج الحواس لنقل روايات تاريخية بحيوية. على سبيل المثال، يبدأ الزائر الرحلة بخوض تجربة سمعية تشمل أصوات الطبول التقليدية والأغاني الشعبية الإماراتية، مصحوبة بروائح العود واللبان التي تثير ذكريات الماضي.
- اللمس والنظر: يتضمن المعرض قطعًا فنية قابلة للتفاعل، مثل تماثيل ثلاثية الأبعاد تغطيها مواد ناعمة تُحاكي أنماط التراث الإماراتي، مما يسمح للزوار باللمس والاستكشاف.
- الذوق والشم: في قسم خاص، يقدم الفنانون تجارب غذائية مستوحاة من الطعام التقليدي الإماراتي، مثل التمر والأرز المطبوخ بطرق تاريخية، مع روائح تعزز من الجو الثقافي.
يقول الفنان الإماراتي المشارك، عبد الله المهيري، الذي يُعد أحد أبرز المصممين في هذا المجال: “نحن نريد أن نجعل التاريخ حيًا، ليس مجرد سرد قصص، بل تجربة تشمل كل حواس الإنسان. هذا يعكس روح الإمارات في دمج التقاليد بالابتكار”.
دور المواهب الإماراتية في النهضة الثقافية
تُمثل هذه التجربة قفزة كبيرة في دعم المواهب الإماراتية الشابة. جمع المتحف بين مجموعة من الفنانين والمصممين المحليين، مثل ليلى النعيمي، المتخصصة في الفنون الرقمية، وعلي الزعابي، مصمم المنصات التفاعلية. هؤلاء الفنانون لم يقتصر دورهم على تقديم الأعمال، بل ساهموا في تصميم التجربة ككل، مما يعزز من الثقة في القدرات الإماراتية.
وفقًا لإحصاءات من المتحف، شهدت هذه التجربة زيادة في عدد الزوار بنسبة 40% مقارنة بالأشهر السابقة، مما يؤكد نجاح دمج الفن المحلي مع التكنولوجيا العالمية. كما يدعم ذلك مبادرات الإمارات في تعزيز السياحة الثقافية، حيث أصبح المتحف وجهة للسياح من مختلف الجنسيات يبحثون عن تجارب غنية ومتنوعة.
خاتمة: نحو مستقبل ثقافي مشرق
في عالم يسعى للابتكار، تقدم تجربة “متعددة الحواس” في متحف زايد الوطني نموذجًا لكيفية دمج التراث مع التطور. هذه المبادرة ليست مجرد حدث فني، بل دعوة لكل مواطن إماراتي وزائر للانخراط في قصة الوطن. من خلال جهود المواهب الإماراتية، يصبح المتحف رمزًا للاستمرارية، حيث يحافظ على الماضي بينما يبني مستقبلًا أكثر إلهامًا.
إذا كنت في أبو ظبي، فلا تفوت فرصة زيارة هذه التجربة الفريدة، التي تواصل إلى غاية نهاية العام. فهي ليست مجرد زيارة، بل رحلة حسية تكشف عن جمال الإمارات والروح الإبداعية لشعبها. للمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة موقع المتحف الرسمي.

تعليقات