فقدت المشاعر هويتها الواضحة في عصرنا الحديث!

أحيانًا يراودني شعور عميق من الوحدة والاضطراب، حيث تتدفق المشاعر المتناثرة في نفسي، فأمسك بقلمي لأصبح رسامًا لأفكاري. في تلك اللحظات، أكتب عن تجاربي الشخصية، معترفًا بأن الحياة لن تكون مثالية كما نتمناها. لقد التقيت بناس لا أندم على رحيلهم بقدر ما أندم على الشعور بالخداع تجاه مشاعري الصادقة التي كنت أمنحها لهم دون استحقاق.

المشاعر

في هذا العالم، تتحول المشاعر إلى لوحة فنية تتغير ألوانها مع مرور الوقت، مما يجعلني أتساءل عن صدق من حولي. كنت أعتقد أن بعض الأشخاص يمتلكون عواطف نقية تجاهي، لكنني اكتشفت أنهم يتقنون فن التمويه خلف أقنعة مزيفة. من خلال تجاربي، رأيت كيف ينقسم البشر إلى فئتين: أولئك الذين يعزفون لحن الصدق بكلماتهم وأفعالهم، وآخرين يستخدمون الغدر كأداة، متلفعين بكلمات رقيقة تخفي الخيانة. هل أصبحت مشاعرنا مجرد أغانٍ نغنيها لمن نريد، بين الحب والحقد؟ أنا الذي كنت أحتفظ بلوحة جميلة في عقلي، انكشفت أخيرًا كشيء مخادع، مما جعلني أشعر بالألم لأنني بحثت عن الحب في قلوب لا تعرف سوى الكذب.

العواطف

نعم، هذه حقيقة مريرة في حياتنا، حيث نمضي لنقابل قلوبًا لا تحمل جميعها نفس الصدق. من خلال تجاربي، وجدت أن العواطف تختلف بين الأفراد؛ بعضها يبقى وفيًا كألحان نظيفة، بينما الأخر يتلوى بالغموض والتغيير. لماذا يتلوى البعض بهذه الطريقة؟ هل فقدت المشاعر الإنسانية صفاءها، أم أننا نعيش في عصر يشجع على الخداع؟ أشعر بالأسف الشديد لأن تلك المشاعر التي كانت تبدو صادقة، تحولت إلى شيء جاف وقاسٍ. لذا، أدعوكم أيها البشر، زرعوا عواطفكم بالصدق الحقيقي، بعيدًا عن تغيير الألوان المزيف. اجعلوا مشاعركم صورة جميلة تعكس صفاء قلوبكم، فالحب لن يأتي إلا بالإخلاص. ما أجمل أن تكون المشاعر كعسل يقطر الوفاء، ويعطي الراحة للنفوس. أخيرًا، أتساءل: إذا جفت مشاعرنا، فماذا يبقى منا؟

في الختام، أترككم بهمسة من الشعر القديم الذي يعبر عن هذه الحقيقة:

ذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً،
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا.
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ،
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا.
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ،
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا.
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً،
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا.
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ،
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا.
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ،
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا.
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها،
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا.