ترمب يرفض تولي عباس قيادة غزة ويهدد بالتدخل العسكري إن لم تنزع حركة حماس أسلحتها.

في مقابلة أجرتها مجلة “تايم”، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الوضع السياسي في الشرق الأوسط يبدو معقدًا، خاصة مع نهاية الحرب في قطاع غزة. يرى ترامب أن فرصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تولي قيادة المنطقة ضعيفة جدًا، معتبرًا أن الظروف الحالية تجعل عودته غير واردة. هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه الصراعات الداخلية الفلسطينية تصاعدًا، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي. كما أشار ترامب إلى ضرورة نزع سلاح حركة حماس، معبرًا عن استعداده للتدخل الشخصي إذا لزم الأمر، مع الاحتفاظ بتقديره لعباس كقائد.

تصريحات ترامب حول مستقبل غزة

في هذه المقابلة، لم يتردد ترامب في مناقشة خيارات ما بعد الحرب، حيث أبدى ترددًا حول إمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح، الذي يقضي عقوبة سجن مؤبد منذ أكثر من 20 عامًا. قال ترامب إنه سيمعن النظر في هذا الأمر بعناية قبل اتخاذ قرار نهائي، معتبرًا أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني العام. البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، يُعتبر شخصية محورية في الساحة الفلسطينية، حيث يمتلك قدرة كبيرة على توحيد الفرقاء، وفقًا للتحليلات السياسية. هذه التصريحات تعكس نظرة ترامب الواقعية للأزمات الإقليمية، حيث يؤكد على أهمية بناء اتفاقيات دائمة السلام، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين فتح وحماس.

بالإضافة إلى ذلك، يرى ترامب أن القيادة الفلسطينية تحتاج إلى تغييرات جذرية لمواجهة التحديات، مشددًا على دور الشخصيات الشعبية في تحقيق التوازن بين المقاومة والتفاوض. على سبيل المثال، أشار إلى أن البرغوثي قد يكون خيارًا فعالًا للتوحيد، نظرًا لشعبيته الواسعة، كما أظهرت استطلاعات الرأي. وفقًا لهذه الاستطلاعات، يتفوق البرغوثي على عباس بنسبة كبيرة، تصل إلى 35% في الانتخابات الرئاسية المحتملة، مما يجعله مرشحًا قويًا لقيادة السلطة الفلسطينية. هذا النهج يعكس رؤية ترامب للسلام كمشروع يتطلب دمجًا بين القوى الفلسطينية، لكن ذلك يتطلب خطوات عملية مثل نزع السلاح وإعادة بناء الثقة.

رؤى ترامب للتوحيد الفلسطيني

مع ذلك، يظل ترامب متشككًا في قدرة عباس على قيادة غزة، مشيرًا إلى أن أي اتفاق يجب أن يضمن السلام الدائم ويمنع تكرار الصراعات. هذا التشكيك يأتي من خبرته في التفاوض، حيث يؤمن بأن القادة يجب أن يجمعوا بين الرؤية الاستراتيجية والقدرة على التنفيذ. في السياق ذاته، يُذكر أن البرغوثي يمثل نموذجًا للجمع بين المقاومة السلمية والتفاوض الدبلوماسي، مما قد يساعد في رأب الصدع بين حركتي فتح وحماس. هذا المنظور يفتح أبوابًا لمناقشات أوسع حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث يرى ترامب أن التدخلات الدولية ضرورية لتحقيق استقرار دائم. على سبيل المثال، إذا تم الإفراج عن البرغوثي ضمن اتفاق شامل، فقد يؤدي ذلك إلى نقلة نوعية في العلاقات الفلسطينية الداخلية.

في الختام، تبرز تصريحات ترامب كمحاولة لصياغة مستقبل أكثر استقرارًا، مع التركيز على أهمية القيادة الفعالة والتوافق السياسي. على الرغم من التحديات، إلا أن فكرة توحيد الجهود الفلسطينية تبقى أملًا كبيرًا، خاصة إذا تم استغلال الفرص المتاحة لإنهاء الصراعات. هذا النهج يعكس واقع السياسة الدولية، حيث يلتقي الرؤى الشخصية مع الاحتياجات الإقليمية، مما يدفع نحو حلول مدروسة. ومع استمرار التطورات، يبقى التركيز على بناء جسور الثقة والسلام كأولوية رئيسية لجميع الأطراف المعنية.