في الآونة الأخيرة، انتشرت حملات إعلامية مزيفة تهدف إلى خداع الجمهور من خلال تزييف مقاطع فيديو، حيث يتم استخدام تقنيات متقدمة لتحويل كلمات أشخاص معروفين إلى أقوال كاذبة. يبرز من ذلك فيديو يدعي أن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يعلن عن إطلاق منصة مالية جديدة، مع وعود بأرباح هائلة تجذب آلاف الأشخاص. ومع ذلك، يجب على الجميع الحذر، إذ إن هذا الفيديو ليس سوى عملية احتيال محترفة تعتمد على التلاعب بالصور والأصوات لأغراض السرقة المالية.
كشف فيديو مزيف يستهدف اللبنانيين
في هذا الفيديو المتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر نواف سلام وكأنه يتحدث عن فرصة استثمارية فريدة، حيث يدعي أن الحكومة اللبنانية طورت منصة مالية تسمح بتحقيق أرباح سريعة، مثل كسب أكثر من 90,000 جنيه أسبوعيًا من خلال استثمار صغير قدره 22.5 مليون جنيه. كما يشمل الفيديو مقدمة من الإعلامي مارسيل غانم، الذي يتحدث عن تقاعد مبكر وفوائد مالية، مع دعوة المشاهدين لزيارة رابط إلكتروني للحصول على الوصول. ومع ذلك، هذه المقاطع ليست أكثر من تركيب فني، حيث تم استخراج عناصرها من سياقات مختلفة تمامًا، مثل مقابلة تلفزيونية أصلية لسلام مع قناة “فرانس 24″، ومقدمة أخرى لغانم في برنامجه على قناة MTV. الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو جذب الأفراد للإفصاح عن معلوماتهم الشخصية أو إرسال أموال إلى منصات وهمية، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة.
التزييف الإعلامي ومخاطره
يعتمد هذا الفيديو على تقنيات الذكاء الاصطناعي لدمج مقاطع عادية وتحويلها إلى محتوى مغر؛ على سبيل المثال، تم أخذ كلمات سلام من مقابلة حقيقية في 11 سبتمبر 2025، حيث كان يناقش قضايا سياسية مثل الغارات الإسرائيلية ونزع سلاح حزب الله، وليس أي أمر مالي على الإطلاق. أما بالنسبة لغانم، فإن لقطاته مستمدة من حلقة برنامجه في 9 أكتوبر 2025، التي تتناول قضايا إقليمية مثل مستقبل المنطقة، دون أي ذكر لمنصات استثمارية. هذا الدمج المُحتال يجعل الفيديو يبدو موثوقًا، لكنه في الواقع جزء من سلسلة حملات احتيالية تستهدف اللبنانيين، حيث يتم الترويج لمنصات مشبوهة تعمل على سرقة الأموال عبر وعود كاذبة بأرباح مضاعفة. وفقًا لخبراء الأمن السيبراني، هذه الحيلة ليست جديدة، إذ تُستغل الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان لاغراء الأفراد بفرص استثمارية وهمية.
من المهم التأكيد أن هذه الأنواع من الفيديوهات تشكل خطراً حقيقياً، حيث قد يؤدي الانسياق وراءها إلى فقدان الأموال أو تعرض البيانات الشخصية لللصوص. على سبيل المثال، يطلب الفيديو من المشاهدين ملء تفاصيلهم والاتصال بمستشارين وهميين، مما يفتح الباب أمام عمليات الاحتيال الإلكتروني. لتجنب الوقوع في الفخ، يجب على الجميع التحقق من مصادر المحتوى قبل اتخاذ أي خطوة، مثل التحقق من هوية الشخصيات المعروضة وتجنب النقر على روابط مشبوهة. في السياق الأوسع، تُعتبر هذه الحملات جزءاً من زيادة في أشكال التزييف الرقمي، حيث يتم استخدام تقنيات متقدمة لخلق محتوى يبدو حقيقياً لكن هدفه الأساسي هو الاستغلال المالي. لذا، من الضروري تعزيز الوعي بين المستخدمين، خاصة في بلدان مثل لبنان حيث يواجه الناس تحديات اقتصادية، لتجنب الوقوع في هذه الفخاخ المصممة بعناية.
في الختام، يظل من المهم عدم الثقة بأي محتوى يبدو مغرياً بشكل مفرط، والبحث عن الحقائق من مصادر موثوقة قبل اتخاذ أي قرار. هذا الفيديو المزيف ليس سوى دليل آخر على انتشار الاحتيال في العصر الرقمي، ويجب علينا جميعاً تعزيز حذرنا للحفاظ على أماننا المالي.

تعليقات