تستعد المبعوثة الأميركية إلى لبنان، مورغان أورتاغوس، لزيارة إسرائيل في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ضمن جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة. هذه الزيارة تأتي في سياق التركيز على الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان، مع التركيز على منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية، في محاولة لتعزيز السلام الشامل.
زيارة أورتاغوس وجهود السلام في لبنان
في هذه الزيارة، من المتوقع أن تجتمع أورتاغوس، التي تشغل أيضًا منصبًا في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مع كبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة التفاصيل الدقيقة لقرار مجلس الأمن الدولي المرتقب بشأن غزة. وفق المعلومات المتوفرة، فإن هذه المحادثات تعكس جوًا إيجابيًا من التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث أكدت مصادر مطلعة أن الهدف المشترك يتمثل في نزع سلاح قطاع غزة وتفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس، كما أعلن الرئيس الأميركي سابقًا. كما من المتوقع أن تركز الاجتماعات على الآليات الدولية اللازمة لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله في الجنوب اللبناني، خصوصًا في ظل الانتهاكات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل.
التعاون الدولي للحفاظ على الاستقرار
بالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في خلفية تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك، الذي حذر من أن إسرائيل قد تلجأ إلى إجراءات من جانب واحد إذا لم يتم التعامل مع ما وصفه بـ”تردد لبنان” في نزع سلاح حزب الله. باراك أكد أن عزلة حزب الله تزداد مع استقرار دمشق، موضحًا أن سيطرة الميليشيات تعيق سيادة لبنان وتثير مخاوف أمنية مستمرة. وفق رأيه، فإن نزع السلاح ليس مجرد ضرورة أمنية لإسرائيل، بل يمثل فرصة للبنان لاستعادة سيادته ودفع عجلة الاقتصاد نحو الانتعاش. في السياق نفسه، أقرت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي قرارًا يحصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك سلاح حزب الله، وقبلت خطة الجيش لتنفيذه، على الرغم من عدم تحديد جدول زمني، مما يعكس توازنًا دقيقًا مع مصالح الحزب وقاعدته.
من جانب آخر، يبرز القلق الدولي حول الوضع في لبنان، حيث يتزامن هذا الجهد الدبلوماسي مع استمرار تبادل الاتهامات بين الأطراف. حزب الله، من خلال قيادته، رهن تسليم أسلحته بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف العدوان، بالإضافة إلى الإفراج عن الأسرى ودعم إعادة الإعمار. هذه الشروط تعقد المفاوضات، لكنها تبرز أهمية الحوار الدولي في تحقيق توازن يضمن السلام طويل الأمد. في الوقت نفسه، يظل الجسر الجوي الأميركي-الإسرائيلي مفتوحًا، مما يعزز التنسيق بين واشنطن وتل أبيب منذ إعلان الخطة الأميركية لإنهاء الصراع في غزة.
بشكل عام، تشكل هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، حيث يركز الجانبان على بناء آليات تمنع تفاقم التوترات. مع تزايد الضغوط الدولية، يبدو أن الفرصة متاحة لتحقيق تقدم، خاصة مع استعداد الشركاء الإقليميين للاستثمار في لبنان شرط استعادته للسيطرة على أراضيه. هذا النهج يعكس التزامًا مشتركًا بأن السلام لن يتحقق إلا من خلال حوار مستمر وتنفيذ آليات واضحة، مما يفتح الباب لمستقبل أكثر أمانًا لجميع الأطراف. في النهاية، تظل المساعي الدبلوماسية كالجسر الذي يربط بين التهديدات الحالية والأمل في استقرار دائم، مع التركيز على بناء ثقة متبادلة تتجاوز الخلافات التاريخية.

تعليقات