السعودية تؤكد عدم وجود أي خصومة مع الأطراف اللبنانية وتعتمد على حكمة القيادة التنفيذية.

في السياق الذي يشهد تطورات سريعة في المنطقة، يؤكد السفير السعودي في لبنان، وليد بخاري، على التزام المملكة العربية السعودية بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار في لبنان. يبرز هذا الالتزام من خلال التفاعل الإيجابي مع مختلف القوى السياسية اللبنانية، حيث يرى بخاري أن الاستقرار يتطلب حكمة وقيادة فعالة، مثلما يقدمه الرئيس نبيه بري في دوره المحوري.

دعم المملكة العربية السعودية للاستقرار في لبنان

يشكل هذا الدعم جزءاً أساسياً من سياسة المملكة، التي تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في لبنان دون تمييز بين مكوناته. خلال لقاء بخاري مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، علي الخطيب، أكد السفير أن السعودية لا تمتلك أي نزاعات مع المجتمع الشيعي في لبنان أو خارجه، مستذكراً الروابط التاريخية مع شخصيات بارزة مثل موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين. هذه العلاقات تبرز التزام المملكة ببناء جسور الثقة والتعاون، مما يعكس فهمها العميق للتعددية اللبنانية. كما شدد بخاري على أهمية تجنب إقصاء أي فئة من المجتمع اللبناني، معتبراً أن هذا المبدأ يمثل جوهر اتفاق الطائف، الذي ساهمت السعودية في رعايته لضمان السلام والاستقرار.

دور اتفاق الطائف في تعزيز التوازن الوطني

يستمر اتفاق الطائف في التمثيل لقيمة التوازن والتفاهم بين المكونات اللبنانية، حيث لعبت المملكة دوراً حاسماً في صياغته وتنفيذه. من جانبه، أعرب الخطيب عن إعجابه بدور السعودية التاريخي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية، معتبراً أن هذا الجهد يساهم في الحفاظ على السلام الداخلي. كما دعا إلى تعزيز هذا التعاون من خلال مشاركة السفير في ندوة حول اتفاق الطائف، التي ستعقد في المقر الرسمي للمجلس الشيعي. في الختام، يؤكد هذا اللقاء على أن الاستقرار في لبنان ليس مجرد هدف سياسي، بل هو استثمار مشترك يعزز الأمن الإقليمي، مع الاحتفاظ بمبادئ السيادة والتعددية الثقافية. تظل المملكة ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لتحقيق هذه الأهداف، مما يعزز من فرص التقدم نحو مستقبل أكثر أمناً واستدامة لجميع اللبنانيين. هذا النهج يعكس رؤية شاملة للسلام، حيث يركز على بناء الثقة والحوار الدائم بين جميع الأطراف، مما يساهم في تجنب الصراعات المستقبلية وتعزيز التعاون الإقليمي. بالفعل، يمكن لمثل هذه الجهود أن تكون نموذجاً للدول الأخرى في المنطقة، حيث يبرز الدور الريادي للسعودية في الحفاظ على السلام العالمي.