تقدم تلفزيون اليوم السابع تغطية مباشرة من قرية كفر القرنين بمركز الباجور في محافظة المنوفية، حيث يحتفى العالم الفني بذكرى ميلاد الفنان الراحل صلاح السعدنى، الذي يصادف اليوم 23 أكتوبر 2025، بعد وفاته في 19 أبريل 2024 عن عمر يناهز 81 عاماً. هذا الحدث يعيد إلى الأذهان سيرة حياة هذا النجم الكبير، الذي ترك بصمة لا تنسى في عالم الدراما المصرية، بدءاً من جذوره في هذه القرية الهادئة التي تشهد على بداياته الأولى.
ذكرى ميلاد صلاح السعدنى: عمدة الدراما المصرية
بدأ صلاح السعدنى رحلته الفنية من خلال مشاركته في مسرح الجامعة، حيث لمع نجمه بسرعة من خلال أدواره في مسرحيات الكلية، مكوناً ثنائياً فنياً ناجحاً مع صديقه المقرب عادل إمام. هذه البداية السلسة كانت بوادر لمسيرة طويلة امتدت لعقود، حيث أصبح السعدنى أحد أبرز رموز الدراما التلفزيونية والسينمائية في مصر. لقبه بـ”عمدة الدراما المصرية” جاء نتيجة لقدرته الفذة على تجسيد شخصيات تعكس عمق الواقع الاجتماعي، مما جعله يحظى بمحبة الجمهور على مدى سنوات طويلة. من بين أعماله البارزة، يبرز دوره في مسلسل “ليالي الحلمية”، حيث لعب شخصية العمدة سليمان غانم ببراعة تجعل المشاهد يعيش معه تطورات العمر والحياة، مما أضاف إلى المسلسل طابعاً درامياً ملحمياً يظل محفوراً في الذاكرة.
في هذا السياق، يذكر الكثيرون كيف ساهم السعدنى في تأسيس جيل كامل من الدراما العربية، من خلال أدواره التي تجسد القيم الأسرية والاجتماعية في مصر. لقد كان ممثلاً يجمع بين الإحساس الفني العميق والقدرة على التقمص، مما جعله يتفوق في أدوار متنوعة سواء في الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية. هذا الإرث الفني لم يقتصر على الشاشة، بل امتد ليشمل تأثيره الثقافي، حيث ألهم العديد من الشباب في قريته وفي جميع أنحاء مصر لمتابعة درب الفن النبيل.
رائد الدراما المصرية: إرث صلاح السعدنى
يرحل صلاح السعدنى عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً هائلاً من الأعمال الفنية التي تعتبر علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية. منذ أيامه الأولى في القرية، حيث نشأ في أسرة تعتبر من أكبر العائلات في كفر القرنين، كان يحظى باحترام ومحبة أهالي المنطقة والقرى المجاورة، مما عكس شخصيته الودية والمتواضعة. أعماله لم تكن مجرد أدوار، بل رسائل تعبر عن الحياة اليومية للمصريين، مثل دوره في “ليالي الحلمية” الذي كان يتطلب جهداً مضاعفاً لتصوير مراحل العمر، مما أظهر براعته في التمثيل الدقيق. هذا الدور وحده يمثل جزءاً كبيراً من تاريخه، إذ ساهم في جعل المسلسل من أكثر الأعمال شعبية على الإطلاق.
علاوة على ذلك، امتد تأثير السعدنى إلى مجالات أخرى، حيث كان نموذجاً للالتزام بالمهنة الفنية، مما جعل اسمه مرادفاً للجودة في الدراما. عائلته في القرية تفتخر بهذا الإرث، الذي يستمر في إلهام الأجيال الجديدة، خاصة في ظل التغطيات الإعلامية مثل بث تلفزيون اليوم السابع الذي يعيد إحياء ذكرياته. لقد ترك السعدنى مسيرة غنية بالأدوار غير النسيان، بدءاً من مسرح الجامعة وصولاً إلى قمة الشهرة، مما يجعله رمزاً للفن المصري. هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ على التقويم، بل هي فرصة لإعادة اكتشاف كيف شكل هذا الفنان الراحل هوية الدراما المصرية في العصر الحديث.

تعليقات