من رأس الخيمة.. افتتاح أول منشأة في الإمارات لالتقاط الكربون واستخدامه
بقلم: [اسم كاتب افتراضي]، 15 أكتوبر 2023
في خطوة تُعزز جهود الإمارات العربية المتحدة في مكافحة تغير المناخ، تم الإعلان عن افتتاح أول منشأة متخصصة في التقاط الكربون واستخدامه في إمارة رأس الخيمة. هذه المنشأة، التي تُعد الأولى من نوعها في البلاد، تمثل قفزة نوعية في استراتيجية الإمارات نحو التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية. وفقاً للبيانات الرسمية، تأتي هذه المبادرة ضمن خطط الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مما يعكس التزام البلاد بتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية.
ما هي التقنية المستخدمة؟
التقاط الكربون واستخدامه (CCU) هو عملية متقدمة تهدف إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون (CO2) من مصادره الصناعية، مثل محطات الطاقة والمصانع، ثم إعادة استخدامه في صناعات أخرى. على سبيل المثال، يمكن تحويل الكربون المأخوذ إلى مواد كيميائية، وقوداً مستداماً، أو حتى مواد بناء. المنشأة الجديدة في رأس الخيمة، التي تم بناؤها بتكلفة تجاوزت الـ 500 مليون درهم إماراتي، تستخدم تقنيات حديثة تعتمد على الفلاتر المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الالتقاط، حيث يمكنها معالجة أكثر من 100 ألف طن من الكربون سنوياً.
وتأتي هذه المنشأة نتيجة شراكة بين حكومة رأس الخيمة وشركات دولية متخصصة، مثل شركة “إكسون موبيل” و”الشركة الوطنية للطاقة المتجددة” في الإمارات. وفقاً للمهندس محمد الشمسي، مدير المنشأة، “هذه التقنية ليست مجرد وسيلة لتقليل التلوث، بل هي فرصة لخلق اقتصاد أخضر يعتمد على إعادة استخدام الموارد. نحن نعمل على تحويل الكربون من عدو إلى حليف في مسيرة الإمارات نحو الاستدامة”.
أهمية المنشأة في سياق الإمارات
الإمارات، كواحدة من الدول الرائدة في قطاع الطاقة، تواجه تحدياً كبيراً مع ارتفاع الانبعاثات الناتجة عن صناعتها النفطية والغازية. ومع ذلك، فإن افتتاح هذه المنشأة في رأس الخيمة يعزز من مكانة الإمارة كمركز للابتكار البيئي. رأس الخيمة، المعروفة بموقعها الاستراتيجي على الخليج العربي، ستستفيد اقتصادياً من هذه المشروع، حيث من المتوقع أن يوفر الآلاف من فرص العمل في مجالات الهندسة، التكنولوجيا، والبحث العلمي.
في السياق الإقليمي، تأتي هذه الخطوة بعد نجاح الإمارات في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي، حيث أعلنت الحكومة عن خططها لزيادة استثماراتها في تقنيات الطاقة الخضراء. وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الطاقة والصناعة، من المتوقع أن يساهم مشروع التقاط الكربون في تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 20% في قطاع الطاقة خلال السنوات الخمس القادمة. كما أن هذا المشروع يتزامن مع مبادرات إقليمية أخرى، مثل اتفاقية باريس، لمواجهة تداعيات الاحتباس الحراري.
الفوائد البيئية والاقتصادية
من الناحية البيئية، تساهم المنشأة في تقليل تأثير الاحتباس الحراري من خلال إعادة استخدام الكربون، مما يقلل من حاجة الإمارات إلى الاعتماد على الغابات أو المحيطات لامتصاص الغازات الدفيئة. أما اقتصادياً، فإن المنشأة ستولد قيمة إضافية من خلال بيع المنتجات المشتقة من الكربون، مثل المواد الكيميائية المستدامة، إلى الأسواق الدولية. وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، “افتتاح هذه المنشأة يؤكد على أن الإمارات لن تكتفي بالكلام في قضايا المناخ، بل ستتخذ خطوات عملية لتشكيل مستقبل أفضل”.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم أهميتها، يواجه مشروع التقاط الكربون تحديات مثل ارتفاع تكاليف التشغيل وتطوير التقنيات اللازمة. ومع ذلك، فإن الإمارات تهدف إلى توسيع هذه المنشأة في المستقبل، مع إنشاء شبكة من المنشآت المتشابهة في إمارات أخرى مثل أبو ظبي ودبي. يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى جعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الطاقة النظيفة، مما يجذب استثمارات إضافية من الشركات العالمية.
في الختام، افتتاح أول منشأة لالتقاط الكربون في رأس الخيمة يمثل نصراً للإمارات في معركة تغير المناخ. إنها دعوة للعالم للانضمام إلى جهودنا في بناء مستقبل أخضر، حيث يتحول التحدي إلى فرصة للتقدم المستدام. مع استمرار الإمارات في تعزيز قيادتها، يبقى الأمل كبيراً في تحقيق فجوة فاصلة في مكافحة التغيرات المناخية.
تعليقات