خطط توسعة الخطوط الحديدية السعودية سار
كشف الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الحديدية السعودية “سار”، بشار المالك، عن وجود خطة شاملة تهدف إلى ربط المزيد من المدن السعودية بشبكة السكك الحديدية، وذلك ضمن استراتيجية طموحة تشبه ما تم تنفيذه في قطارات الشرق والشمال والحرمين. هذه الخطة تأتي كرد فعل للحاجة المتزايدة لتحسين الروابط البرية في المملكة، حيث يعاني بعض المناطق من عدم وصول خدمات القطارات بسبب اتساع مساحة الأراضي السعودية الواسعة. ومع ذلك، فإن هذه المناطق مدرجة في خطط التوسع المستقبلية، مع التركيز على إجراء دراسات جدوى دقيقة تتناول العوائد الاقتصادية المتوقعة والدعم الذي يمكن أن تقدمه هذه المشاريع للصناعات والاستثمارات المحلية. يؤكد المالك أن هذه الاستثمارات لن تكون عشوائية، بل ستعتمد على تقييمات علمية تضمن الاستدامة والكفاءة، مما يعزز من دور القطارات كوسيلة نقل أساسية في تطوير الاقتصاد السعودي.
من جانب آخر، يبرز نجاح الشبكة الحالية للخطوط الحديدية، حيث أشار المالك إلى أن قطارات الشرق والشمال والحرمين، التي تديرها سار، قد نقلت أكثر من 10 ملايين راكب سنويًا، مع استغلال كامل للسعة المتاحة. هذا النجاح يعكس الثقة المتزايدة للمواطنين والمقيمين في خدمات السكك الحديدية كبديل آمن وفعال للتنقل، خاصة في ظل الزحام المروري المتزايد في المدن الكبرى. وفي سياق متصل، تشير البيانات إلى أن إجمالي عدد ركاب القطارات في السعودية منذ بداية العام الجاري تجاوز 111.2 مليون راكب، مع توزيع يظهر تفوق الرحلات داخل المدن بنحو 102.4 مليون راكب، مقابل 8.8 مليون راكب في الرحلات بين المدن. هذه الأرقام تسلط الضوء على الطلب المتزايد على خدمات النقل الجماعي، مما يدعم الحاجة إلى التوسع المستمر.
تطور قطاع السكك الحديدية في المملكة
على مدار العام 2024، شهد قطاع السكك الحديدية نموًا ملحوظًا، حيث بلغ إجمالي عدد الركاب حوالي 42.7 مليون راكب، محققًا زيادة بنسبة تقارب 41% مقارنة مع العام 2023. هذا الارتفاع يعكس التغييرات الإيجابية في بنية التنقل داخل المملكة، حيث استحوذت الرحلات داخل المدن على النسبة الأكبر من هذا العدد، بلغت 31.1 مليون راكب، في حين وصل عدد الركاب في الرحلات بين المدن إلى 11.6 مليون راكب. يرجع هذا النمو جزئيًا إلى تحسين الخدمات وتوفير رحلات أكثر regularity وكفاءة، مما يساهم في تخفيف الضغط على الطرق السريعة ودعم الاستدامة البيئية. في الواقع، يمكن اعتبار هذه التطورات جزءًا من الرؤية الشاملة لتحويل قطاع النقل في السعودية إلى نموذج متكامل يركز على الابتكار والتوسع.
بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تسهم خطط سار في ربط المناطق النائية بشبكة السكك الحديدية في تعزيز التنمية الاقتصادية، خاصة في القطاعات مثل السياحة والتجارة. على سبيل المثال، ستساعد هذه المشاريع في تسهيل حركة البضائع والسائحين بين المدن، مما يخلق فرص عمل جديدة ويحفز الاستثمارات المحلية. كما أن التركيز على الدراسات الجدوى يضمن أن هذه المشاريع لن تكون عبئًا ماليًا، بل ستولد عوائد مستدامة تعزز النمو الشامل. في الختام، يمثل قطاع السكك الحديدية في السعودية قصة نجاح مستمرة، حيث يتجه نحو مستقبل أكثر شمولاً وكفاءة، مع الاستمرار في استكشاف فرص جديدة للتوسع والتحسين. هذا النهج الإستراتيجي يضع سار كمحرك رئيسي للتقدم الاقتصادي في المملكة.

تعليقات