مصر تشهد ارتفاعًا في إنتاج السجائر الشعبية رغم انتشار التهريب وانخفاض الطلب.. ما السبب وراء ذلك؟

ارتفع استهلاك السجائر في مصر خلال العام المالي 2024/2025 إلى حوالي 56 مليار سيجارة، وفق بيانات الشركة الشرقية “إيسترن كومباني”، التي تُعد المنتج الوحيد لفئة السجائر الشعبية في البلاد. هذا الارتفاع يعكس نموًا بنسبة 27% مقارنة بالعام السابق، الذي بلغ فيه الاستهلاك 44 مليار سيجارة، رغم عدم تحقيق مبيعات السوق تحسنًا ملحوظًا بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلكين وزيادة تهريب السجائر منخفضة السعر، مما أدى إلى تباطؤ الطلب على المنتجات المحلية.

ارتفاع استهلاك السجائر في السوق المصري

وفي التقرير السنوي للشركة، بلغت مبيعات السجائر المحلية 56 مليار سيجارة، مع زيادة في قيمة المبيعات إلى 105.1 مليار جنيه، مقابل 63.7 مليار جنيه في العام السابق، مما يمثل نموًا بنسبة 65%. ومع ذلك، شهدت مبيعات المعسل انخفاضًا طفيفًا إلى 6 آلاف طن، بينما تأثر الإنتاج العام بتعديلات أسعار السجائر، حيث ارتفعت الأسعار مرة واحدة في يوليو 2025 بمقدار 5.25 جنيه للعبوة، بعد سلسلة زيادات في 2024. يُعزى هذا النمو في الإنتاج إلى تحسن الكفاءة التشغيلية، إلا أن رئيس شعبة الدخان بغرفة الصناعات الغذائية، إبراهيم الإمبابي، أكد أن الطلب الحقيقي تراجع بسبب تراجع القدرة الشرائية، حيث خفض العديد من المدخنين استهلاكهم إلى النصف تقريبًا لمواجهة الضغوط الاقتصادية.

زيادة مبيعات التبغ رغم التحديات

أما عن الوضع السوقي، فإن الشركة الشرقية تحافظ على حصة تتراوح بين 65% من سوق السجائر المحلي، مقارنة بـ70-75% في السنوات السابقة، مع تزايد حصة السجائر المهربة إلى 6-8% من المبيعات، وهو ما يضغط على الأسعار ويقيد قدرة الشركات المحلية على تلبية تكاليف الإنتاج. يقدر الاستهلاك السنوي الكلي بنحو 85 مليار سيجارة، منها 56 مليار سيجارة من إنتاج الشركة، بالإضافة إلى 4 مليارات أخرى لشركات أخرى. وسط هذه التحديات، أشار الإمبابي إلى أن التعديلات الضريبية الجديدة، المقرر تطبيقها من نوفمبر 2025 مع زيادة سنوية بنسبة 12% حتى 2028، قد ترفع أسعار السجائر المتوسطة إلى أكثر من 52 جنيهًا، في حين قد يبقى سعر الفئة الشعبية حول 48 جنيهًا، مع إمكانية الارتفاع التدريجي. هذه التغييرات تهدف إلى استيعاب التكاليف المتزايدة، لكنها تواجه عقبات مثل ضعف الطلب ومنافسة المنتجات المهربة، مما يهدد استقرار السوق. كما أن صادرات السجائر والمعسل من مصر تبقى محدودة بسبب ضعف تنويع الأسواق والمنافسة الإقليمية، خاصة في الدول المجاورة. بشكل عام، يبرز هذا الواقع التوازن الدقيق بين النمو الإنتاجي وتحديات الاقتصاد والسياسات الضريبية، مع توقعات بتأثيرات أكبر في الفترة المقبلة.