مع اقتراب الشهور الهجرية، ينتظر المسلمون حول العالم قدوم شهر رمضان المبارك، الذي يمثل فرصة للتأمل والعبادة. حسب الحسابات الفلكية للعام الهجري 1447، فإن هناك 119 يومًا فقط تفصلنا عن بداية هذا الشهر المعظم، حيث من المتوقع أن يبدأ رمضان في عام 2026 الميلادي يوم الخميس 19 فبراير. هذه التوقعات تستند إلى الدليل الهجري الرسمي، الذي يعتمد على حركة القمر لتحديد الأشهر، مما يجعل التقويم دقيقًا ومرتبطًا بالتقاليد الإسلامية.
موعد شهر رمضان 2026
وفقًا للحسابات الفلكية الموثوقة، سيبدأ شهر رمضان المبارك في عام 1447 الهجري، الموافق لعام 2026 الميلادي، يوم الخميس 19 فبراير. هذا التاريخ يأتي بعد دراسة دقيقة لمواقع القمر والشمس، مما يؤكد على أهمية العلوم الفلكية في تحديد بداية الشهور الهجرية. في السياق ذاته، قامت دار الإفتاء المصرية بمراقبة هلال شهر جمادى الأولى للعام نفسه، حيث تم فحص هلال شهر ربيع الآخر يوم 21 أكتوبر 2025 الميلادي. وبعد عدم رؤية الهلال بوضوح، أعلنت الدار أن يوم 22 أكتوبر 2025 هو ختام شهر ربيع الآخر، بينما يبدأ شهر جمادى الأولى يوم 23 أكتوبر 2025. هذه الإجراءات تبرز كيف يعتمد التقويم الهجري على الرؤية الشرعية، مما يضمن الالتزام بالشريعة الإسلامية في تحديد الأيام المقدسة.
أهمية التقويم القمري
التقويم الهجري، أو التقويم القمري، هو نظام يرتكز على دورة القمر حول الأرض، حيث يستمر كل شهر لمدة تتراوح بين 29 إلى 30 يومًا. يتكون من 12 شهرًا رئيسية: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي القعدة، وذي الحجة. هذا التقويم ليس مجرد أداة لقياس الزمن، بل هو رمز للتراث الإسلامي، حيث أسسه الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي، مع جعل هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول عام 622 ميلادي نقطة البداية. في دول عديدة مثل السعودية، يُعتبر هذا التقويم الرسمي، مما يؤثر على الأحداث الدينية والاحتفالات. على سبيل المثال، شهر رمضان نفسه يمثل ذروة هذا النظام، حيث يشمل الصيام من الفجر حتى الغروب، والذي يعزز القيم الأخلاقية والروحية. مع مرور الزمن، أصبح التقويم الهجري جزءًا أساسيًا من حياة المسلمين، يربط بين الأجيال ويحافظ على التقاليد، رغم اختلافاته مع التقويم الشمسي في التقلبات السنوية. هذا الاعتماد على القمر يجعل كل شهر حدثًا فريدًا، مما يدفع المجتمعات إلى مراقبة السماء بعناية، كما حدث في مراقبة هلال جمادى الأولى مؤخرًا. بفضل هذا النظام، يبقى رمضان موعدًا متجددًا للتعبد والتزود بالطاقة الروحية، مما يعكس جمال الإسلام في دمجه بين العلم والإيمان.

تعليقات