رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني يقوم بزيارة معرض سيئول الدولي، حيث يلتقي مسؤولين كوريين لتعزيز التعاون المشترك.

زار الفريق الركن صالح الحربي، رئيس الجهاز العسكري بوزارة الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية، معرض سيئول الدولي ADEX 2025 في جمهورية كوريا الجنوبية، وذلك نيابة عن وزير الحرس الوطني. كانت الزيارة فرصة لتعزيز الروابط الدولية في مجال الدفاع، حيث شملت لقاءات هامة مع كبار المسؤولين الكوريين، واستعراض أحدث الابتكارات في قطاعات الطيران والفضاء.

زيارة الفريق صالح الحربي إلى معرض ADEX 2025

تُعد هذه الزيارة خطوة مهمة في تعزيز الشراكات الدولية للمملكة، حيث عكست التزام السعودية بالابتكار العسكري والتكنولوجي. خلال الزيارة، التقى الفريق الحربي بعدد من الشخصيات الرائدة في قطاع الدفاع الكوري، بما في ذلك وزير الدفاع الوطني آن جيو باك، ورئيس هيئة الأركان كيم كيو ها، ووزير برنامج الاستحواذ الدفاعي سوك جونق جون، إضافة إلى رئيس وكالة التطوير الدفاعي لي كونغ وان. كانت هذه اللقاءات فرصة لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجالات العسكرية والدفاعية، مع التركيز على مشاريع مشتركة قد تساهم في تطوير القدرات الأمنية.

لقد ركزت الاجتماعات على تبادل الخبرات والتكنولوجيات الحديثة، حيث أبرز الفريق الحربي الجهود السعودية في تحديث القطاعات العسكرية، بما يتناسب مع رؤية المملكة 2030. كما تم استعراض فرص الشراكة في مجالات مثل تطوير الأسلحة المتقدمة، والتدريب العسكري، والابتكارات في مجال الطائرات بدون طيار. هذه اللقاءات لم تكن مجرد مباحثات رسمية، بل انعكست على صعيد عملي من خلال زيارة الوفد لأروقة المعرض، حيث اطلعوا على أحدث التقنيات المتاحة في قطاعات الدفاع والفضاء، وذلك عبر التعاون مع الشركات والجهات العارضة المشاركة.

بالإضافة إلى الجوانب الرسمية، ساهمت الزيارة في تعزيز الثقة المتبادلة بين المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاستراتيجي. على سبيل المثال، تم مناقشة كيفية استفادة السعودية من التقدم الكوري في مجال الإلكترونيات العسكرية، مثل أنظمة الرادار المتقدمة والصواريخ الدفاعية، في حين أظهرت كوريا الجنوبية اهتماماً بتجارب السعودية في مكافحة التهديدات الأمنية الإقليمية. هذا التبادل يعزز من دور المملكة كمركز إقليمي للابتكار العسكري، ويساهم في بناء تحالفات دولية قوية تلبي احتياجات العصر الحديث.

لقاءات تعزيز الشراكة الدفاعية

في هذا السياق، لعبت اللقاءات دوراً حاسماً في رسم خريطة التعاون المستقبلي بين البلدين. على هامش المعرض، قاد الفريق الحربي والوفد المرافق جولة شاملة، حيث استعرضوا المنصات التقنية المتقدمة المعروضة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي وتكنولوجيا المراقبة الفضائية. هذه الجولة لم تقتصر على الاطلاع فقط، بل شملت نقاشات حول كيفية دمج هذه التقنيات في الاستراتيجيات العسكرية السعودية لتعزيز القدرة على الرد السريع أمام التحديات الأمنية.

بالإضافة إلى ذلك، أسفرت المناقشات عن اتفاق غير رسمي على تنظيم ورش عمل مشتركة في المستقبل، تهدف إلى تدريب الكوادر العسكرية في كلا البلدين، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والحروب الإلكترونية. هذا التعاون يعكس التزام كلا الجانبين بتعزيز السلام والأمن الدولي، مع الاستفادة من التقدم التكنولوجي لمواجهة التحديات المشتركة. كما أن زيارة الفريق الحربي تبرز أهمية مثل هذه المعارض في بناء جسور الثقة بين الدول، خاصة في ظل التغييرات السريعة في عالم الدفاع. من هنا، يمكن القول إن هذه الزيارة لن تكون مجرد حدث عابر، بل خطوة نحو شراكات أكثر عمقاً تساهم في استقرار المنطقة.

في الختام، تعكس هذه الأنشطة الجهود الدؤوبة للمملكة في تعزيز موقعها العالمي من خلال الشراكات الدفاعية، مما يدعم التنمية الاقتصادية والأمنية على المدى الطويل. هذا النهج يضمن أن تبقى السعودية في طليعة الدول التي تتبنى الابتكار لصون مصالحها الوطنية.