Knight Frank: متوسط إشغال فنادق الإمارات يصل إلى 78.5% حتى أغسطس 2025
مقدمة
في عالم الاستشارات العقارية الدولية، تُعتبر شركة “نايت فرانك” (Knight Frank) واحداً من اللاعبين الرئيسيين، حيث تقدم تقاريرها الدورية رؤى ثمينة حول سوق العقارات والسياحة عالمياً. في تقريرها الأخير، كشفت الشركة عن توقعات تشير إلى أن متوسط إشغال فنادق الإمارات العربية المتحدة سيصل إلى 78.5% حتى نهاية أغسطس 2025. هذه النسبة، التي تعكس مستويات الحجز الفعال في قطاع السياحة، تُعد مؤشراً قوياً على تعافي الاقتصاد السياحي في الإمارات بعد التحديات التي فرضتها جائحة كورونا. في هذا المقال، سنستعرض التفاصيل الرئيسية لهذا التقرير وما يعنيه لمستقبل السياحة في الإمارات.
ما هو متوسط إشغال الفنادق وأهميته؟
يشير مصطلح “إشغال الفنادق” إلى نسبة الغرف المحجوزة مقارنة بالغرف المتاحة في فترة زمنية معينة، ويُعتبر مؤشراً رئيسياً لصحة قطاع السياحة والضيافة. وفقاً لتقرير “نايت فرانك”، فإن النسبة المتوقعة للإمارات تصل إلى 78.5% حتى أغسطس 2025، مما يعني أن الفنادق في الإمارات ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب مقارنة بالفترات السابقة. هذا الارتفاع ليس مجرد رقم إحصائي؛ بل يعكس الديناميكية الاقتصادية للدولة، حيث يساهم قطاع السياحة بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي (حوالي 12% في الإمارات حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية).
تُعد هذه النسبة إيجابية للغاية، خاصة مع تعافي السياحة العالمية بعد الجائحة. في السنوات الأخيرة، انخفض متوسط الإشغال إلى مستويات منخفضة خلال 2020 و2021 بسبب قيود السفر، لكنه بدأ في الارتفاع تدريجياً مع حملات التلقيح وإعادة فتح الحدود. وفقاً لـ “نايت فرانك”، فإن هذا الارتفاع يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة الإنفاق على البنية التحتية السياحية في الإمارات، مثل مشاريع الفنادق الفاخرة في دبي وأبوظبي، التي تجذب السياح من أوروبا، أمريكا، وآسيا.
أسباب الارتفاع في متوسط الإشغال
يرجع تقرير “نايت فرانك” هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل الرئيسية التي تشكل مستقبل السياحة في الإمارات:
-
نمو السياحة الدولية: شهدت الإمارات زيادة في عدد الزوار، حيث بلغت أرقام السياحة في 2023 حوالي 16.7 مليون زائر، وفقاً لإحصاءات الهيئة الاتحادية للسياحة. مع استمرار الفعاليات الكبرى مثل معرض “إكسبو 2020” الذي امتد تأثيره، ومستقبلياً حدث “إكسبو 2025” في أوساكا (الذي سيجذب الإمارات كوجهة مقابلة)، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفنادق بشكل كبير.
-
التطورات الاقتصادية والاستثمارية: الإمارات تعمل على تحويل نفسها إلى مركز عالمي للأعمال والترفيه، مع مشاريع مثل “دبي كريك هاربر” و”ياس آيلاند” في أبوظبي. هذه المشاريع تزيد من عرض الغرف الفاخرة، مما يدعم ارتفاع الإشغال. كما أن برامج الإقامة الذهبية والتأشيرات طويلة الأمد تجذب المستثمرين والسياح طويلي الأمد، مما يعزز النسبة إلى 78.5%.
-
التأثيرات الإقليمية والعالمية: في التقرير، أشار “نايت فرانك” إلى أن الاستقرار السياسي في الإمارات، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية مثل مطار دبي الدولي (الذي يتوقع أن يستقبل ملايين الركاب)، يجعلها وجهة مفضلة. كما أن التعافي من جائحة كورونا، مع زيادة الرحلات الجوية، سيعزز الإشغال، خاصة في فترات الذروة مثل الصيف والأعياد.
للمقارنة، في عام 2022، كان متوسط الإشغال في الإمارات حوالي 65%، وفقاً لتقارير سابقة من “نايت فرانك” ومنظمات أخرى. هذا الارتفاع إلى 78.5% يشير إلى نمو سنوي متوسط يصل إلى 5-7%، مما يعكس تفاؤلاً بقطاع السياحة.
التأثير على الاقتصاد والعقارات
يُعد هذا الارتفاع في الإشغال فرصة استثمارية كبيرة. في قطاع العقارات، من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة الطلب على الفنادق والمنشآت السياحية، مما يدفع أسعار العقارات في المناطق السياحية مثل دبي وأبوظبي إلى الارتفاع. كما أن ذلك سيخلق فرص عمل إضافية في مجالات الخدمات، الضيافة، والترفيه، مساهمة في تنويع الاقتصاد الإماراتي.
ومع ذلك، تحذر “نايت فرانك” من بعض التحديات، مثل المنافسة الإقليمية من دول مثل قطر والسعودية، والتغيرات في أسعار الطاقة التي قد تؤثر على السياحة العالمية. لذا، من الضروري للإمارات الاستمرار في الاستثمار في الابتكار، مثل السياحة المستدامة والتكنولوجيا الذكية في الفنادق، للحفاظ على هذا المعدل.
خاتمة
يُعد تقرير “نايت فرانك” بشأن متوسط إشغال فنادق الإمارات بنسبة 78.5% حتى أغسطس 2025 دليلاً واضحاً على قوة قطاع السياحة في الدولة. هذه التوقعات ليس فقط تعكس التعافي السريع، بل تشير إلى مستقبل واعد يعتمد على الرؤية الاستراتيجية للإمارات في جذب السياح والمستثمرين. مع الاستمرار في تنفيذ المشاريع الكبرى والتركيز على الجودة، يمكن للإمارات أن تحقق نمواً أكبر، مما يجعلها قصة نجاح إقليمية. كما يدعو هذا التقرير المستثمرين والسياح إلى النظر في الإمارات كوجهة رئيسية، مما يعزز من دورها في خريطة السياحة العالمية. للمزيد من التفاصيل، يُنصح بزيارة موقع “نايت فرانك” الرسمي للاطلاع على التقرير الكامل.
تعليقات