الأردن يعين ممثلاً رسمياً لمركز التعاون العسكري المدني في قطاع غزة.. وخبير يقدم تحليلاً حول الخطوة.

أعلن الجيش الأردني عن خطته لإرسال ممثل أردني للمشاركة في الفريق الدولي المكلف بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالإضافة إلى إعادة الإعمار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية. هذا الدور يأتي ضمن المركز الذي افتتح مؤخراً في منطقة قريبة من الحدود الشمالية للقطاع، حيث يركز على تنسيق الجهود الجماعية لضمان وصول المساعدات الغذائية والإغاثية إلى السكان المحتاجين.

وقف إطلاق النار في غزة: دور الأردن المحوري

في بيان رسمي، أكد مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن الممثل الأردني سيعمل داخل “مركز التنسيق المدني العسكري” لترتيب نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة. يأتي هذا الإعلان بعد افتتاح المركز الذي أشرف عليه نائب الرئيس الأمريكي، وهو جزء من الجهود الدولية لدعم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه من قبل مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة. هذا الاتفاق، الذي نتج عن مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، يهدف إلى تعزيز الاستقرار وضمان استمرار إدخال المساعدات.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي شدد، خلال لقائه مع نظيره الهولندي، على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار كأولوية رئيسية، مع التركيز على إزالة كل القيود التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية. في السياق نفسه، بدأ المركز الدولي أعماله مع مشاركة حوالي 200 جندي أمريكي وخبراء دوليين آخرين، مما يعكس التزاماً دولياً واسعاً بالتنسيق الأمني والإنساني.

الهدنة الدولية لإعادة الإعمار في غزة

من جهته، وصف الخبير الاستراتيجي الأردني نضال أبو زيد المشاركة الأردنية في هذا المركز بأنها “محورية”، خاصة في مجال التنسيق الإنساني والإغاثي. يرى أبو زيد أن الخبرات الأردنية في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى قدرتها اللوجستية، تجعلها شريكاً أساسياً في عمليات نقل المساعدات عبر أراضيها. وفقاً له، يمكن لموقع الأردن الجغرافي أن يسهل وصول المساعدات الدولية من خلال المطارات المحلية إلى المناطق المعنية، مما يجعله “رأس حربة” في الجهود الإغاثية.

بالإضافة إلى ذلك، سيشمل عمل المركز مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مراقبة سلوك القوات الإسرائيلية وتحركات قادتها. أبو زيد أشار إلى أن القوات الأمريكية الأولية التي وصلت إلى المنطقة لم تكن قتالية، بل شكلت نواة لتأسيس المركز في كريات جات، بالتعاون مع قوات أخرى مثل تلك البريطانية. هذا التركيب الدولي يهدف إلى منع أي انزلاق نحو العودة إلى الصراع، مع التركيز على إعادة الإعمار ودعم الاستقرار طويل الأمد.

في الختام، تشكل مشاركة الأردن في هذه الجهود تجسيداً لدورها الفعال في الساحة الإقليمية، حيث يمتد تأثيرها من التنسيق الإنساني إلى تعزيز السلام. مع استمرار عمل المركز، يبقى التركيز على بناء آليات دائمة لإيصال المساعدات وتجنب أي انتكاسات، مما يعكس التزام الدول المشاركة بمستقبل أكثر أمناً لسكان غزة. يبقى التحدي في ضمان التنفيذ الفعال للاتفاقات، مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع الميداني المعقد.