ترمب ينفي تقريراً يزعم موافقة واشنطن على ضربات أوكرانية بعيدة المدى داخل روسيا.

في الأيام الأخيرة، شهدت الأحداث في أوكرانيا تطورات عسكرية ودبلوماسية كبيرة، حيث أعلن الجيش الأوكراني عن إنجاز ضربة دقيقة استهدفت منشأة إستراتيجية روسية في مدينة بريانسك. وفقاً للإعلان الرسمي، تم استخدام صاروخ كروز بريطاني من نوع “ستورم شادو” للقيام بهذه العملية، مما أدى إلى اختراق الدفاعات الجوية الروسية وإلحاق أضرار كبيرة بمصنع ينتج المتفجرات ووقود الصواريخ. هذه الضربة تعكس التقدم في قدرات أوكرانيا العسكرية، مدعومة بالتكنولوجيا الغربية، وسط استمرار الصراع الذي يشهد تصعيداً متزايداً.

تطورات الحرب الأوكرانية

بالعودة إلى السياق الدبلوماسي، أثار تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” جدلاً واسعاً، حيث نقل عن مسؤولين أمريكيين أن الإدارة الأمريكية قد سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى المزودة من قبل حلفائها الغربيين لاستهداف أهداف داخل الأراضي الروسية. ومع ذلك، خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لينفي هذه الرواية بشكل قاطع، واصفاً التقرير بأنه “أخبار زائفة” ومؤكداً عدم وجود أي صلة مباشرة للولايات المتحدة بهذه الأسلحة. هذا الرد يعكس التعقيد في السياسات الأمريكية تجاه الصراع، حيث يبدو أن هناك توتراً بين الإدارة الحالية وموقف ترامب الرافض لأي خطوة تُعتبر مساساً بالتوازن الدولي. في الواقع، يُعتبر هذا النفي جزءاً من سلسلة التصريحات التي تهدف إلى الحفاظ على صورة الولايات المتحدة كقوة محايدة، رغم الدعم العلني لأوكرانيا.

التصعيد في الصراع الأوكراني

وعلى الجانب الآخر، يستمر الضغط الدولي على روسيا من خلال وسائل متعددة، حيث أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الولايات المتحدة على وشك فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا. هذه العقوبات، التي تهدف إلى تعزيز الضغط على الكرملين، تشمل إجراءات مالية وقيود تجارية قد تؤثر على الاقتصاد الروسي بشكل كبير. وفقاً للمصادر، تأتي هذه الخطوة كرد فعل مباشر على التقدم العسكري الأوكراني والرغبة في دفع روسيا نحو المفاوضات لإنهاء الحرب. كما أن التقرير الصحفي أشار إلى إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” الأمريكية في المستقبل، وهو ما يمثل خطوة دراماتيكية قد تعزز من قدرات كييف في الميدان. هذه التطورات تجعل من الصراع في أوكرانيا واحداً من أكبر التحديات الجيوسياسية في العالم اليوم، حيث يتداخل العنصر العسكري مع الدبلوماسي والاقتصادي.

في السياق نفسه، يبدو أن الأحداث تتسارع نحو تصعيد أكبر، مع زيادة الدعم الغربي لأوكرانيا من خلال تزويدها بالأسلحة المتقدمة، الأمر الذي دفع روسيا إلى تعزيز دفاعاتها. على سبيل المثال، الضربة على مصنع في بريانسك لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل رسالة واضحة من كييف إلى موسكو بأن الحرب لم تنتهِ بعد. ومع ذلك، يثير ذلك مخاوف دولية من احتمال تفاقم الوضع وانتشاره إلى مناطق أخرى. الإدارة الأمريكية، رغم نفي ترامب، تظهر عزماً على دعم أوكرانيا، مما يعني أن السنوات القادمة قد تشهد مزيداً من التوترات. في الختام، يظل الصراع يمثل تحدياً للسلام العالمي، حيث تتفاعل السياسات الدولية مع الواقع على الأرض، وتفرض على جميع الأطراف البحث عن حلول دبلوماسية قبل أن يؤدي التصعيد إلى نتائج كارثية.