مطار الشارقة يسجل عبور 5.1 مليون مسافر في الربع الثالث.. نمو يصل إلى 16.7%

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 نوفمبر 2023

شهد مطار الشارقة، إحدى المحطات الجوية الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة، ارتفاعاً ملحوظاً في حركة الركاب خلال الربع الثالث من العام الجاري. وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن إدارة المطار، بلغ عدد المسافرين الذين عبروا المطار خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 5.1 مليون مسافر، مع تسجيل نمو بلغ 16.7% مقارنة بالربع نفسه في العام السابق. هذا الرقم يعكس الانتعاش السريع لقطاع السياحة والسفر في الإمارات، ويؤكد على دور الشارقة كمنصة رئيسية للتنقل الدولي.

أسباب النمو وتطورات المطار

يعود هذا النمو الإيجابي إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في تعزيز جاذبية مطار الشارقة. في المقام الأول، تشهد الإمارات بشكل عام ازدهاراً في حركة السياحة، خاصة مع عودة الحياة الطبيعية بعد جائحة كورونا. أفادت الإحصاءات أن المطار شهد زيادة في عدد رحلات الخطوط الجوية الدولية، حيث بلغت الرحلات الواردة والصادرة أكثر من 30 ألف رحلة خلال الربع الثالث، مقارنة بـ25 ألف رحلة في الفترة المماثلة من العام الماضي. هذا الارتفاع يرتبط بتحسينات أجريت على البنية التحتية للمطار، مثل تطوير المنشآت الحديثة، زيادة عدد أبواب الركاب، وتعزيز الخدمات اللوجستية.

كما لعب دوراً بارزاً في هذا النمو اتفاقيات الشراكة مع شركات الطيران العالمية، مثل شركة “إير عربيا” التي تعد الركيزة الرئيسية لمطار الشارقة. هذه الشراكات ساهمت في توسيع شبكة الوجهات الدولية، حيث تشمل الآن أكثر من 100 وجهة في أوروبا، آسيا، وأفريقيا. وفقاً لخبراء في قطاع الطيران، فإن هذا الانتعاش يعكس ثقة المسافرين العالميين في الإمارات كوجهة آمنة ومستدامة، خاصة مع تطبيق الإجراءات الصحية المشددة في المطار.

أهمية الإنجاز اقتصادياً

يعكس عبور 5.1 مليون مسافر ارتفاعاً اقتصادياً واسع النطاق في إمارة الشارقة. يساهم قطاع الطيران بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، حيث يُقدر أن كل مسافر يساهم في تعزيز السياحة، التجارة، والخدمات المحلية. وفقاً لتقرير صادر عن هيئة التنمية الاقتصادية في الشارقة، فإن هذا النمو سيساهم في خلق فرص عمل إضافية في قطاعات مثل الضيافة، النقل، والتجارة الإلكترونية، مما يدعم الاقتصاد المحلي الذي يهدف إلى الوصول إلى نمو سنوي يتجاوز 5% في السنوات القادمة.

علاوة على ذلك، يُعتبر هذا الرقم دليلاً على نجاح استراتيجيات الإمارات في جذب الاستثمارات الأجنبية. على سبيل المثال، أعلنت إدارة المطار مؤخراً عن خطط لتوسعة المنشآت، بما في ذلك إضافة مساحات جديدة للركاب وتحسين تقنيات الكشف الآلي، لمواكبة الطلب المتزايد. هذه الخطوات تأتي في سياق المنافسة الإقليمية، حيث يسعى مطار الشارقة للمنافسة مع مطارات مثل دبي وأبوظبي في جذب حركة السفر العابرة.

تحديات مستقبلية وتوقعات

رغم الإنجازات، يواجه مطار الشارقة بعض التحديات، مثل ارتفاع تكاليف التشغيل وزيادة الضغط على البنية التحتية خلال فترات الذروة. ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن يستمر النمو في الفترات القادمة، خاصة مع اقتراب الموسم السياحي الشتوي. تشير التقديرات إلى أن عدد المسافرين قد يتجاوز 20 مليون مسافر في نهاية العام 2024، مما يعزز مكانة الشارقة كمحور إقليمي للسفر.

في الختام، يمثل عبور 5.1 مليون مسافر عبر مطار الشارقة في الربع الثالث نجاحاً يعكس الجهود المبذولة لتعزيز قطاع الطيران في الإمارات. هذا النمو ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو دليل على الثقة المتزايدة في الاقتصاد الإماراتي ودوره في ربط العالم. مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية، من المتوقع أن يظل مطار الشارقة ركيزة أساسية في خريطة السفر الدولية.

للمزيد من التفاصيل، يمكنكم زيارة موقع إدارة مطار الشارقة الرسمي.