الشيخ مصطفى ثابت يكشف: محبة آل البيت أساس تشكيل الشخصية المصرية.. شاهد الفيديو!

قال الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي المعروف، إن محبة آل البيت تمثل جزءاً أساسياً من تكوين الشخصية المصرية، حيث يتجلى ذلك في الاحتفالات السنوية بذكرى قدوم رأس الإمام الحسين رضي الله عنه إلى مصر في عام 548 هـ. يتوافد الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية، وخاصة من صعيد مصر، إلى مشهد الحسين بالقاهرة لإحياء هذه الذكرى المباركة، مما يعكس عمق التراث الروحي والثقافي للمصريين.

محبة آل البيت جزء أصيل من تكوين الشخصية المصرية

في سياق حديثه خلال برنامج “مع الناس” المذاع على قناة الناس، أكد الشيخ مصطفى ثابت أن المصريين يتجاوزون الاحتفال بذكرى قدوم الرأس الشريف لمجرد تقليد، بل يعبرون عن تعلقهم الشديد بالصالحين عامة، وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خاصة. هذه المحبة، كما يشير، هي من الروافد الرئيسية لتشكيل الهوية المصرية، حيث يعتبرها الشيخ سمة تاريخية متأصلة في المجتمع المصري منذ العصور الأولى. يرجع هذا الارتباط إلى الإيمان بأن مصر محفوظة بدعاء آل البيت، وهو ما جعل السكان يطلقون عليها لقب “المحروسة”. على سبيل المثال، يستشهد الشيخ بوصول السيدة زينب رضي الله عنها إلى مصر في شهر شعبان سنة 61 هـ، حيث قالت لأهل البلاد: “يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً”. هذا الدعاء، كما يوضح، عزز الاعتقاد بأن بركة آل البيت تحمي الأرض المصرية، وهو السبب الذي دفع الخلفاء الفاطميين إلى تسمية القاهرة بـ”القاهرة المعزية المحروسة” في السجلات التاريخية.

الولاء لآل البيت في التراث المصري

يستمر الشيخ مصطفى ثابت في التأكيد على أن هوية مصر تتألق بفضل عوامل فريدة جمعها الله لهذا البلد، مثل موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، ووجود الجامع الأزهر الشريف وعلمائه، إلى جانب نهر النيل الذي شكل حضارة المصريين. كما يبرز العناية بالقرآن الكريم وحفظه كعنصر أساسي يعزز من تلك الشخصية. ومع ذلك، يرى أن محبة آل البيت هي الأكثر أهمية، إذ تشكل فريضة قلبية قبل أن تكون عادة اجتماعية. يستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما”، موضحاً أن هذا الحديث يدعو إلى العناية بالقرآن الكريم والتوقير لآل البيت، الذين يحملون حقاً عظيماً على الأمة الإسلامية. هذا الارتباط الروحي يجعل المصريين يحتفون بهذه الذكريات كما لو كانت جزءاً حياً من حياتهم اليومية، مما يعكس كيف أصبحت هذه المحبة جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع. في الختام، يؤكد الشيخ أن هذا التراث ليس مجرد تاريخ، بل هو قوة دافعة للوحدة والاستمرارية في مصر، حيث يظل آل البيت رمزاً للإيمان والأمل في كل عصر.