جيفري ساكس و سيبيل فارس يستكشفان كيف يمكن تحويل الوهم إلى نجاح حقيقي في بناء السلام في غزة وأوكرانيا.
يصور الرئيس ترامب نفسه كصانع سلام، مدعيًا الفضل في إنهاء الحروب في غزة وأوكرانيا. ومع ذلك، يفتقر جهوده إلى الجوهر الحقيقي، حيث يركز على وقف إطلاق النار المؤقت بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات. ينتقد الكاتبون أن هذا النهج يعكس تأثير المجمع الصناعي العسكري، الذي يستفيد من استمرار الحرب، كما حدث مع الرؤساء الأمريكيين السابقين. السلام الحقيقي يتطلب حل النزاعات السياسية الكامنة، بما في ذلك التعامل مع التاريخ والقانون الدولي، لا مجرد إيقاف مؤقت للقتال.
السلام الحقيقي: نقد لجهود ترامب
في خطة ترامب للسلام في غزة، لا يتجاوز الأمر وقف إطلاق نار، دون التعامل مع الإقامة الفعلية لدولة فلسطينية. يجب أن تشمل أي خطة حقيقية إنهاء الإبادة الجماعية، نزع سلاح حماس، عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. غياب هذه العناصر يجعل الخطة فاشلة، كما أنها تهدف إلى إحباط الجهود العالمية لإقامة دولة فلسطينية، مما يسمح لإسرائيل بمواصلة ضم الأراضي والقيود على المساعدات. هذا النهج يتبع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويعيد تكرار فشل اتفاقيات مثل أوسلو. لتحقيق السلام، يجب على ترامب الانفصال عن المصالح العسكرية واللوبي الصهيوني، ودعم الحلول الدولية كحل الدولتين، المدعوم من مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.
إنهاء النزاعات العالمية
في أوكرانيا، يفشل ترامب في تقديم حلاً سياسيًا، رغم دعاويه بإنهاء الحرب سريعًا، حيث يقترح فقط وقفًا مؤقتًا. سبب الحرب يعود إلى توسع حلف شمال الأطلسي وأحداث الانقلاب في 2014، لذا يتطلب السلام حياد أوكرانيا كجسر بين روسيا والغرب. رفض اتفاقيات السلام السابقة من قبل الولايات المتحدة يؤكد هذا الفشل. كما يشير المؤلفون إلى أن الحرب تعكس فشل السياسة، كما قال كلاوزفيتز، وأن الولايات المتحدة تركز على البلطجة بدلاً من التفاوض. لم يحاول أي رئيس أمريكي منذ كينيدي صنع سلام حقيقي، بسبب سيطرة المجمع العسكري. ومع ذلك، هناك أمل إذا استمع ترامب إلى زعماء مثل أوربان، أردوغان، وبن سلمان، الذين يؤكدون ضرورة الدبلوماسية والحلول السياسية. بذلك، يمكن له أن يواجه المصالح العسكرية ويحقق سلامًا دائمًا، مع دعم العالم والشعب الأمريكي. في النهاية، الواقع يفرض نفسه، ويتطلب شجاعة حقيقية لمواجهة النزاعات بفعالية.

تعليقات