في ساعات الفجر الهادئة في مركز القوارة بمنطقة القصيم، روى المواطن مشعل الفريدي قصة شجاعة عندما استيقظ على صوت غريب أدى إلى إجراء سريع لتجنب كارثة محتملة. كان الفريدي نائماً في ساعة متأخرة من الليل عندما تفاجأ بصوت السيارة التي اندلعت فيها النيران، مما دفعه إلى اتخاذ قرار فوري دون تردد، حيث ركز جهوده على حماية المنازل المجاورة والسيارات الأخرى من خطر الانتشار السريع للحريق.
إبعاد السيارة المشتعلة
خلال مقابلته مع قناة “الإخبارية”، وصف مشعل الفريدي اللحظات الأولى من الحادث قائلاً: “كنت نائماً الساعة الثالثة فجرًا، وفجأة سمعت صوت السيارة يندلع فيها الاشتعال، فلم أتردد في الاتصال بالدفاع المدني أولاً، ثم انتقلت بسرعة إلى سيارتي الخاصة”. هذا الاستيقاظ المفاجئ كشف عن رد فعل تلقائي يعكس روح المسؤولية تجاه الآخرين، حيث أكد أنه لم يفكر في مخاطر شخصية محتملة، بل ركز على إبعاد الخطر عن المنطقة المكتظة بالسكان. السيارة كانت مقتربة من خطوط الكهرباء ومجموعة من السيارات المتوقفة، فضلاً عن المنازل السكنية التي تحيط بها، مما يعني أن أي تأخير قد يؤدي إلى انفجار أو انتشار النيران بشكل واسع، خاصة في تلك المناطق السكنية الكثيفة في القصيم. قام الفريدي باستخدام سيارته الخاصة لدفع السيارة المشتعلة بعيداً، مما منع تفاقم الموقف وأنقذ ما يمكن اعتباره كارثة كبيرة. هذه الحادثة تبرز كيف يمكن للأفراد العاديين أن يصبحوا بطوليين في لحظات الفوضى، حيث أظهر الفريدي تدريباً ذاتياً ووعياً بالمخاطر المحيطة.
الإنقاذ من خطر الحريق
في استمرار لسرد التفاصيل، أوضح مشعل الفريدي أن فكرته الأساسية كانت حماية الجماعة، قائلاً: “لم أفكر في سيارتي الخاصة أو في أي خطر يهددني، فقد كانت كل تركيزي على إبعاد السيارة المشتعلة، لأنها كانت قريبة جدًا من مصادر الطاقة الكهربائية وعدة سيارات أخرى، بالإضافة إلى المنازل المجاورة التي تسكنها عوائل”. هذا الفعل السريع لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل كان خطوة مدروسة في ظل الضغط، حيث أدى إلى إخلاء المنطقة من الخطر المباشر. في الواقع، مثل هذه الحوادث في المناطق السكنية مثل القصيم تذكرنا بأهمية اليقظة الدائمة، حيث يمكن أن يتحول حادث صغير إلى كارثة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة. الفريدي، كمواطن عادي، أصبح رمزاً للشجاعة المدنية، مما يعزز من قيمة التضامن في المجتمعات المحلية. من جانب آخر، يبرز هذا الحادث دور الجهات الرسمية مثل الدفاع المدني في الاستجابة السريعة، حيث كان الاتصال الأولي بهم عاملاً حاسماً في تنظيم الجهود اللاحقة. بالرغم من عدم وجود أضرار جسيمة، إلا أن القصة تكشف عن دروس قيمة في كيفية التعامل مع الطوارئ، مثل الحفاظ على الهدوء وضمان سلامة الآخرين قبل أي شيء آخر. في الختام، يظهر هذا الحدث كيف أن الفرد يمكنه أن يحدث فرقاً كبيراً في لحظات الحالات الطارئة، مما يعزز الروح الجماعية ويساهم في بناء مجتمع أكثر أماناً.

تعليقات