انطلاق الدورة الـ19 من مهرجان الظفرة.. احتفالاً بتراث الإمارات في 27 أكتوبر
أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة – 27 أكتوبر 2023
انطلقت اليوم الدورة الـ19 من مهرجان الظفرة، أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية في الإمارات العربية المتحدة، باحتفالية حيوية تجسد روح التراث الوطني والتقاليد العريقة. نظم المهرجان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ويستمر لمدة أسبوعين في منطقة الظفرة بأبو ظبي، محتفلاً بالإرث البدوي والزراعي للإمارات.
أهمية المهرجان وأهدافه
يُعتبر مهرجان الظفرة ركيزة أساسية في حفظ التراث الإماراتي، حيث يركز على تعزيز الوعي بالثقافة التقليدية والتنوع البيئي. في هذه الدورة، التي بدأت رسمياً في 27 أكتوبر، تم التركيز على الابتكار مع الحفاظ على التقاليد، حيث يجمع بين السباقات التقليدية للإبل والمعارض الحديثة للتقنية والزراعة المستدامة. يشارك في المهرجان آلاف الزوار من مختلف الدول، مما يعزز من قطاع السياحة ويوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية.
يقول منظمو المهرجان إن هذه الدورة تأتي في ظل التحديات البيئية العالمية، مضيفين أن البرنامج يشمل فعاليات تركز على الاستدامة، مثل ورش عمل حول الزراعة الصديقة للبيئة والحفاظ على الكائنات النادرة في المنطقة. كما يهدف المهرجان إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع من خلال مشاركتها في الأنشطة الرياضية والثقافية.
الفعاليات الرئيسية في الدورة الـ19
شهد يوم الافتتاح احتفالية ضخمة، تضمنت عرضاً فنياً يجمع بين الرقصات الشعبية التقليدية والعروض الحديثة، مع مشاركة فرق محلية ودولية. من بين الفعاليات البارزة:
- سباقات الإبل: تعتبر السباقات الرئيسية للإبل محور المهرجان، حيث يتنافس أكثر من 500 جمل في فئات متعددة، بجوائز قيمة تصل إلى ملايين الدراهم. هذه السباقات ليست مجرد ترفيه، بل تعكس الارتباط التاريخي بين الإماراتيين والإبل كرمز للصمود في المناطق الصحراوية.
- معارض الحرف اليدوية والزراعة: أقيمت معارض خاصة بعرض منتجات زراعية محلية مثل التمور والأعشاب الطبية، بالإضافة إلى أسواق للحرف اليدوية التقليدية، مما يدعم الصناعات اليدوية ويشجع على الاقتصاد المحلي.
- الأنشطة العائلية والتعليمية: تضمن البرنامج ورش عمل للأطفال حول التراث الإماراتي، بالإضافة إلى معارض فنية وعروض موسيقية. كما تم إدراج فعاليات رقمية، مثل تطبيقات هاتفية لمتابعة السباقات بشكل تفاعلي.
- الجوانب الاجتماعية: حضر الافتتاح عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك ممثلين عن الحكومة الإماراتية، الذين أكدوا أهمية المهرجان في تعزيز الوحدة الوطنية.
تأثير المهرجان على المجتمع والاقتصاد
منذ إنشائه في العام 2005، أصبح مهرجان الظفرة حدثاً عالمياً يجذب الآلاف سنوياً، مساهماً في تعزيز السياحة الثقافية بنسبة تزيد عن 30% كل عام. في الدورة الحالية، يتوقع المنظمون زيادة الإيرادات الاقتصادية من خلال الشراكات مع الشركات المحلية، بالإضافة إلى دعم المشاريع البيئية مثل حملات الغرس في الصحراء.
ومع ذلك، يواجه المهرجان تحديات بيئية، حيث يسعى المنظمون إلى تقليل البصمة الكربونية من خلال استخدام الطاقة الشمسية في الموقع. يرى خبراء أن مثل هذه الفعاليات تساعد في الحفاظ على الهوية الثقافية في عصر العولمة.
الخاتمة: دعوة للمشاركة
مع انطلاق الدورة الـ19 من مهرجان الظفرة، يستمر الاحتفال بالتراث الإماراتي كرمز للتقدم والتجديد. يدعو منظمو المهرجان الجميع للحضور والمشاركة، سواء كانوا من السكان المحليين أو الزوار الدوليين، ليشاهدوا كيف يجمع المهرجان بين الماضي والحاضر. للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة الموقع الرسمي للمهرجان.
إن مهرجان الظفرة ليس مجرد حدث سنوي، بل رسالة واضحة عن هوية الإمارات وقدرتها على التوفيق بين التقاليد والابتكار. نحن في انتظار الدورات القادمة لتشهد المزيد من الإنجازات.
تعليقات