قام قائد مليشيا الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، بإصدار تصريحات قوية أثناء خطاب مصور بث مساء الثلاثاء، حيث هدد باستهداف أي مطار أو طائرة تقلع من دول مجاورة إذا تورطت في النزاع المستمر. أكد حميدتي أن أي هدف كهذا سيكون “هدفًا مشروعًا”، مما يعكس تصعيدًا في التوترات الإقليمية الناتجة عن الصراع الدائر منذ منتصف أبريل 2023. في الخطاب، عبّر عن صبر طويل مع قوله: “أحنا سكتنا كتير”، قبل أن يؤكد أن أي طائرة أو مسيّرة تقلع من مطار في دولة مجاورة ستكون عرضة للإصابة أو الإسقاط.
تهديدات حميدتي في الصراع السوداني
في هذا السياق، يبدو أن تصريحات حميدتي تأتي كرد فعل على الاتهامات السابقة التي وجهها لدول مجاورة، خاصة مصر، بتقديم الدعم للجيش السوداني المعادي. رغم أن خطابه الأخير لم يذكر أي دولة بشكل صريح، إلا أنه يعيد التأكيد على الاستعداد للرد العسكري، قائلاً: “لو ما متأكدين ما هنقول الكلام ده… أي طيارة تقوم من أي مطار، المطار ده بالنسبة لنا هدف مشروع”. هذه الكلمات تبرز القلق المتزايد من انتشار الصراع، حيث أصبحت الدول المجاورة محط اهتمام بسبب دورها المحتمل في تقديم المساعدات العسكرية أو اللوجستية. وفي الوقت نفسه، سعى حميدتي إلى رفع معنويات أنصاره بإعلانه أن “النصر قريب، النصر قادم”، مؤكدًا على أهمية الاستمرار في المواجهة.
بالإضافة إلى التهديدات، دعا حميدتي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لفحص “كل المجازر اللي حصلت من 15 أبريل وما قبلها، والإبادات للإدارات الأهلية والمدنيين”. هذا الطلب يسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي شهدتها البلاد، بما في ذلك الفقدان الكبير للأرواح المدنية والدمار الواسع، مما يعزز من حاجة السودان إلى تدخل دولي لضمان العدالة ووقف الاعتداءات. ومع ذلك، فإن هذه الدعوة تأتي في ظل اتهامات متبادلة بين الأطراف المتحاربة، حيث يرى الكثيرون أنها محاولة لتعزيز موقف مليشيا الدعم السريع أمام المجتمع الدولي.
تحذيرات قائد المليشيا السودانية
تأتي هذه التصريحات في خلفية من الاشتباكات العنيفة، حيث تعرض مطار الخرطوم لضربات بطائرات مسيّرة لليوم الثاني على التوالي، بعد إعادة تشغيله للمرة الأولى منذ بداية الحرب. هذه التطورات تشير إلى استمرار التوتر العسكري، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية وإزهاق الأرواح، مما يعمق الأزمة الإنسانية في البلاد. في خطاب سابق في مطلع يونيو، كان حميدتي قد تحدث عن عمليات عسكرية محددة، مشيرًا إلى مراقبة لتحركات طائرات، وقال: “الدعم المصري… 8 طائرات جابوها المصريين… كلها نحن نعلمه”. هذا يعكس الشكوك الدائمة حول التدخلات الخارجية، التي ينفيها المسؤولون في الدول المذكورة، لكنها تظل تشعل الصراع.
يبقى الصراع السوداني مصدر قلق دولي، حيث أسفر عن نزوح ملايين الأشخاص وانهيار الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية. حميدتي، كقائد لمليشيا الدعم السريع، يسعى من خلال خطاباته إلى رسم صورة لقوة عسكرية قادرة على الرد، لكنه يفتح الباب أمام مخاطر إقليمية أكبر. في الوقت نفسه، يدعو إلى حوار دولي لإنهاء القتال، مؤكدًا أن الحلول السلمية هي الطريق الأمثل لاستعادة الاستقرار. مع استمرار الاشتباكات، يتساءل العديدون عن إمكانية تفادي انتشار الصراع، خاصة مع التهديدات التي قد تجذب تدخلات خارجية أكثر. هذه الوضعية تبرز الحاجة الملحة لجهود دولية مشتركة لوقف العنف ودعم عملية انتقال سياسي، لضمان مستقبل أكثر أمنًا لشعب السودان. وفي النهاية، يظل الأمل معلقًا على قدرتنا جميعًا كمجتمع عالمي على دعم السلام في هذه المنطقة المهمة.

تعليقات