خمس شركات رئيسية تسيطر على 31% من سوق محطات الوقود في السعودية، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في هذا القطاع الاستراتيجي. هذه الشركات تشمل مجموعات كبرى مثل الدريس للخدمات البترولية والنقليات والشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات (ساسكو)، بالإضافة إلى جي أويل ومزايا وأرامكو، حيث يبرز تأثير الاستحواذات والتوسعات في تشكيل المنافسة.
سوق محطات الوقود في السعودية
يسيطر السوق على نحو 7600 محطة وقود في المملكة، حيث تتقدم شركة الدريس كأكبر مشغل بـ16.2% من السوق، أو ما يعادل 1231 محطة بنهاية الربع الثالث من عام 2025. تليها ساسكو بحصة 8.29% وعدد محطات يصل إلى 630، فيما تأتي جي أويل بنسبة 2.30% مع 175 محطة، ومزايا بـ2.17% و165 محطة، وأخيراً أرامكو بحوالي 1.97% و150 محطة. هذه التوزيعات تبرز كيف أن الشركات الكبرى، وخاصة المدرجة في سوق الأسهم، تعزز وجودها من خلال استراتيجيات الاستحواذ، مثل احتيال أرامكو على شركة سهل لتعزيز عمليات التجزئة والتوزيع، واستحواذ ساسكو على شركة نفط لتوسيع شبكتها. ومع ذلك، تشكل الشركات الأخرى وأصحاب المحطات الفردية الجزء الأكبر، إذ تبلغ حصتهما الإجمالية 24.93% للشركات و44.13% للمستثمرين الأفراد، مما يعني تنوعاً في السوق يعكس تحديات المنافسة والنمو.
تطور قطاع محطات الوقود
يشهد قطاع محطات الوقود في السعودية تطوراً سريعاً ينعكس في تراجع حصة المستثمرين الأفراد، الذين كانوا يسيطرون على نحو 89% من السوق في عام 2017، ليتراجعوا إلى 44.13% في عام 2025. هذا الانخفاض يرجع إلى دخول شركات جديدة واستحواذات لشركات قائمة، مما أدى إلى إعادة تشكيل المناظرة التنافسية. على سبيل المثال، ارتفع دور الشركات الكبرى في السيطرة على بنية تحتية الوقود، حيث زادت أعداد محطاتها مع زيادة الطلب على خدمات متكاملة تتجاوز مجرد الوقود، مثل خدمات السيارات والتسويق. وفقاً للتقارير، كان التراجع تدريجياً على مدار السنوات، حيث انخفضت حصة المستثمرين إلى 88% في 2019، ثم إلى 72.14% في 2023، وصولاً إلى المستوى الحالي. هذا التغيير يعزز من كفاءة السوق ويفتح فرصاً للابتكار، مثل دمج تقنيات الطاقة المتجددة أو خدمات الدفع الرقمي، لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
وفي السياق ذاته، يعكس هذا التطور الديناميكي في السوق جهود الحكومة والقطاع الخاص لتحسين البنية التحتية، مما يدعم نمو الاقتصاد بشكل أكبر. على سبيل المثال، زيادة عدد محطات الشركات الكبرى تسهم في توفير خدمات أكثر أماناً وكفاءة، بينما تظل المحطات الخاصة بأصحاب الأفراد مصدراً رئيسياً للوظائف المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التركيز على الاستحواذات في تحسين الجودة العامة، حيث أصبحت الشركات مثل الدريس وساسكو تتبنى معايير عالية في التشغيل، مما يعزز المنافسة الصحية. مع ذلك، يواجه القطاع تحديات مثل تقلب أسعار الوقود العالمية وزيادة الوعي البيئي، الذي قد يؤدي إلى تحول نحو الطاقة النظيفة. هذا التحول يفتح الباب لفرص جديدة، مثل إضافة محطات شحن الكهرباء أو الوقود الخالي من الكربون، لضمان استدامة السوق في المستقبل. باختصار، يمثل تطور قطاع محطات الوقود في السعودية نموذجاً للنمو الاقتصادي الشامل، حيث يجمع بين الابتكار والتنوع لتلبية احتياجات السوق المتغيرة.

تعليقات