قائد سوداني يطالب الولايات المتحدة بتجنب اتخاذ قرارات أحادية الجانب دون التشاور مع الشركاء.

ناقش رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، من خلال اتصال هاتفي، طرق تعزيز الروابط بين بغداد وواشنطن. ركز الجانبان على تعميق الشراكة في المجالات الأمنية، الاقتصادية، الثقافية، السياسية، والعسكرية. أكد السوداني التزام حكومته بمواصلة التعاون وتنفيذ الاتفاقات الموجودة، مع التركيز على توسيع الارتباطات الاقتصادية وجعل البيئة الاستثمارية أكثر جاذبية للشركات الأمريكية. هذا النهج يهدف إلى دعم الرؤية المشتركة بين البلدين لتحقيق التقدم المتبادل.

تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة

في هذا السياق، أبرز الجانبان أهمية الانتخابات المقبلة في العراق، حيث شدد السوداني على التزام الحكومة بدعم العملية الديمقراطية وتعزيز الاستقرار السياسي لتحقيق التنمية المستدامة. أكد أن العلاقات بين البلدين تعتمد على الحوار البناء لتحقيق الأهداف المشتركة، مع الحذر من أي إجراءات أحادية الجانب دون التشاور. من ناحيته، دفع روبيو نحو سرعة نزع السلاح عن الفصائل المسلحة، معتبراً أن هذه الجماعات تشكل تهديداً لمصالح الأمريكيين والعراقيين، كما أنها تستنزف موارد الدولة لصالح مصالح خارجية.

يأتي هذا الاتصال في وقت تشهد فيه الأوضاع السياسية في العراق تطورات مهمة، خاصة مع تقارير عن زيارة سرية لقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد. خلال تلك الزيارة، التقى قاآني بقيادات الإطار التنسيقي لمناقشة الخلافات الداخلية، خاصة حول استخدام موارد الدولة في الدعاية الانتخابية. شدد قاآني على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف وتجاوز التوترات قبل الانتخابات، في محاولة لاحتواء الصراعات الداخلية وتعزيز الاستقرار.

تطوير الشراكة الاستراتيجية

مع تطور هذه العلاقات، يبرز دور الشراكة الاستراتيجية في تعزيز الاستقرار الإقليمي. يسعى العراق من خلال هذه الجهود إلى تحقيق توازن في علاقاته الدولية، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن أن يساهم تعزيز التعاون الاقتصادي في جذب الاستثمارات الأمريكية، مما يدعم مشاريع البنية التحتية ويقلل من الاعتماد على المصادر الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، يركز الجانبان على بناء جسور في المجال الثقافي والعلمي، مثل تبادل البرامج التعليمية والتدريبية، لتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب.

في السياق الأمني، يظل نزع السلاح من الفصائل غير الرسمية أولوية، حيث يمكن أن يساعد ذلك في الحد من التوترات وتعزيز سيادة الدولة. هذه الخطوات تعكس رغبة مشتركة في بناء علاقة قوية ومستدامة، بعيدة عن التدخلات الخارجية. في الوقت نفسه، تتطلب الانتخابات المقبلة جهوداً متزايدة لضمان شفافية العملية الانتخابية، مما يعزز من دور العراق في الساحة الدولية كدولة مستقرة ومتنمية.

بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يؤدي تعزيز هذه الشراكة إلى فوائد اقتصادية واسعة النطاق، مثل تطوير قطاع الطاقة والزراعة من خلال التقنيات الأمريكية. كما أن التعاون السياسي يساعد في مواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الحدودي. من جانب آخر، يجب على العراق الاستمرار في تعزيز الاستقلالية الداخلية لتجنب أي تأثيرات خارجية قد تعرقل التقدم. هذا النهج الشامل يعكس التزاماً حقيقياً ببناء علاقات تعتمد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

في الختام، يمثل هذا الاتصال خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة، مع التركيز على جوانب متعددة من الشراكة. من خلال الحوار المستمر والالتزام بالاتفاقات، يمكن لكلا البلدين تحقيق أهدافهم في الاستقرار والتنمية، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للمنطقة بأكملها. هذه الجهود تشكل أساساً قوياً لعلاقات أكثر عمقاً وفعالية في المستقبل.