في قلب مدينة بورسعيد، شهدت أحداث مؤلمة تكراراً لمأساة عائلة رياضية، حيث غادر مدرب حراس المرمى في نادي الرباط والأنوار، الكابتن محمد أمين، بعد معاناة صحية مفاجئة أثناء جلسة تدريب. كان ذلك الرحيل الدرامي يعيد إلى الأذهان ذكريات فقدان نجله، حارس المرمى نفسه، الذي توفي في نفس الملعب قبل أربع سنوات. يروي الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام تفاصيل هذه القصة المؤثرة، مما أثار موجة من الحزن العميق بين أهالي المدينة، الذين يذكرون دوماً كرم الكابتن أمين وتفانيه في تربية الجيل الشاب.
وفاة الكابتن محمد أمين في بورسعيد: مشهد من الدموع
خلال جلسة تدريب روتينية في نادي الرباط والأنوار بمحافظة بورسعيد، تعرض الكابتن محمد أمين، مدرب حراس المرمى البارز، لوعكة صحية حادة أدت إلى نقله فوراً إلى المستشفى. رغم الجهود اليائسة للفريق الطبي، لم يتمكنوا من إنقاذ حياته، مما أسفر عن رحيله المفاجئ. هذه الحادثة لم تكن مجرد فقدان شخصي، بل إنها أعادت إلى الواجهة مأساة عائلية قديمة، حيث توفي نجله الأكبر، أحمد أمين، حارس المرمى لفريق كرة القدم في النادي نفسه، داخل الملعب أثناء مباراة قبل أربع سنوات. كان الكابتن أمين قد عبر عن حزنه الشديد في منشوراته على فيسبوك، حيث كتب بكلمات مفعمة بالألم: “يا حرقت قلبي عليك يا أحمد.. أنا محتاج لك أوي”، مما يظهر عمق الرابطة بينه وبين ابنه. الرجل نفسه كان يُعرف بين أوساط الرياضة في بورسعيد بكونه شخصية محترمة، يتميز بالأخلاق العالية والإخلاص التام لعمله، حيث قضى سنوات في تطوير مهارات لاعبي النادي ودعمهم بكل جهد. هذا الفقدان المزدوج، الذي حدث في نفس المكان والمستشفى، يرسم صورة مؤثرة عن مصاعب الحياة الرياضية والعائلية في هذه المدينة الساحلية.
رحيل مدرب الأنوار في ظروف مماثلة
منذ اللحظة الأولى لرحيل الكابتن أمين، انتشرت موجات من الحزن عبر أوساط النادي والمجتمع الرياضي في بورسعيد. زملاؤه ولاعبوه يتذكرون دائماً كيف كان يقضي ساعات طويلة في تدريب الحراس الشبان، متجاهلاً تعبه الشخصي لبناء مستقبل أجيال جديدة. هذا الرحيل، الذي يشبه في تفاصيله ما حدث لنجله أحمد، يبرز كم هو قاسي القدر أحياناً، حيث يأخذ أفراد عائلة واحدة في أماكن متشابهة. في محافظة بورسعيد، حيث يعتمد الكثيرون على الرياضة كجزء من هويتهم، أصبحت هذه الحادثة موضوع نقاش واسع، مع تذكير بأهمية الصحة والسلامة داخل الملاعب. الجميع يتذكرون الآن كيف كان أمين يدعم لاعبيه عاطفياً، وكيف كان يشاركهم الفرح والألم بشكل متساو. هذا الفقدان لم يقتصر تأثيره على عائلته، بل امتد إلى جميع أبناء المدينة، الذين يرون فيه رمزاً للإيثار والتفاني. وسط هذا الحزن الجماعي، يدعو الجميع إلى الدعاء له ولنجله، طالبين من الله أن يتغمداهما برحمته الواسعة ويسكناهما فسيح جناته، بينما يقدمون دعماً نفسياً لأسرتهما لمواجهة هذا الضياع المفاجئ. في بورسعيد، تظل الذكرى حية، تجسد قصة حب وعطاء لم تنتهِ مع رحيل البطلين، بل تستمر كإرث يلهم الآخرين. هذه القصة ليست مجرد حدث إخباري، بل درس عميق عن قوة الروابط العائلية والرياضية في وجه التحديات.

تعليقات